مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

[ثانيا: إمامة الحسنين @]

صفحة 57 - الجزء 1

  اشهد، ثم قال: اللهم اشهد، فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله»، والناس كلهم مجتمعون يسمعون كلام رسول الله ÷، وهو رافع بيد علي حتى أُبْصِر بياض آباطهما وهو ينادي بهذا القول.

  وفيه يقول ÷: «علي مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي»، ويقول: «علي مع الحق، والحق معه»، ويقول: «أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها»، وقال: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما»، وقال: «أنت أخي يا علي في الدنيا والآخرة»، وقال: «علي أقضى الخلق وأعلمهم».

[ثانياً: إمامة الحسنين @]

  ثم يجب عليه أن يعلم أن الحسن والحسين ابنا رسول الله ÷ وحبيباه، وأنهما إماما عدل، واجبة طاعتهما، مفترضة ولايتهما، وفيهما وفي جدهما وأبيهما وأمهما يقول الله تبارك وتعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا ٥} ... إلى قوله: {فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا ٢٩}⁣[الإنسان].

  وفيهما ما يقول رسول الله ÷: «كل بني أنثى ينتمون إلى أبيهم، إلا ابني فاطمة فأنا أبوهما وعصبتهما»، فهما ابناه وولداه بفرض الله وحكمه، وفي ذلك ما يقول الله سبحانه في إبراهيم الخليل صلى الله عليه: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ٨٤ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ ٨٥}⁣[الأنعام]، فذكر أن عيسى من ذرية إبراهيم، كما موسى وهارون من ذريته، وإنما جعله ولده وذريته بولادة مريم، وكان سواء عنده في معنى الولادة والقرابة ولادة الابن وولادة البنت؛ إذ قد أجرى عيسى وموسى مجرى واحداً من إبراهيم صلى الله عليه.

  وفيهما وفي أبيهما وأمهما ما يقول الله تبارك وتعالى لرسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ؛ إذ أمره بالمباهلة للنصارى، فقال له: {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا