مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

[صحة قياس أئمة أهل البيت $ لأنهم أعلم الخلق بالكتاب والسنة]

صفحة 580 - الجزء 1

  ولشاركوه في غيه وضلاله، فامتن عليهم سبحانه بأئمة هادين مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، صفوة الله من العالمين، وخيرته من المخلوقين، نور الأمة، وسراج الظُلَم⁣(⁣١) المدلهمة، ورُعَاء البرية، وضياء الحكمة، ومعدن العصمة، وموضع الحكمة، وثبات الحجة، ومختلف الملائكة.

  اختارهم الله على علمه، وقدمهم على جميع خلقه؛ علماً منه [سبحانه]⁣(⁣٢) بفضلهم، وتقديساً لهم على غيرهم، وفي ذلك ما يقول الله سبحانه: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ٣٢}⁣[فاطر]، فأخبر بما ذكرنا من اصطفائهم على الخلق، ثم ميزهم فذكر منهم الظالم لنفسه باتباعه لهوى قلبه وميله إلى لذته، وذكر منهم المقتصد في علمه، المؤدي إلى الله لفرضه⁣(⁣٣)، المقيم لشرائع دينه، المتبع⁣(⁣٤) لرضا ربه، المؤثر لطاعته⁣(⁣٥).

  ثم ذكر السابق منهم بالخيرات، المقيمين لدعائم البركات، وهم الأئمة الظاهرون المجاهدون السابقون، القائمون بحق الله، المنابذون لأعداء الله، المنفذون لأحكام الله، الراضون لرضاه، الساخطون لسخطه، والحجة بينه وبين خلقه، المستأهلون لتأييده، المستوجبون لتوفيقه، المخصوصون بتسديده، في كل حكم به حكموا، أو قياس في شيء من الأحكام به قاسوا، حجة الله الكبرى،


(١) في (ب، ج، هـ): الظُلمة.

(٢) زيادة من (ب).

(٣) في (هـ): الفرض.

(٤) في (ب، هـ): المبتغي.

(٥) وهذا التفسير للآية الكريمة قد جاء عن زين العابدين علي بن الحسين وابنه الباقر محمد بن علي À أجمعين، ذكر ذلك في كتاب مناقب مولانا الإمام الأعظم أمير المؤمنين أبي الحسين زيد بن علي بن الحسين عليهم صلاة خالق الثقلين. (من الأصل). منقولة من هامش (أ، د).