[صحة قياس أئمة أهل البيت $ لأنهم أعلم الخلق بالكتاب والسنة]
  ونعمته العظمى، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، وفي ذلك ما يقول الله سبحانه: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ٣٣}[الأحزاب]، وفي طاعتهم وفيما أمر الله به من رد الفتيا بين المفتين وما فيه يتنازع المتنازعون إليهم ما يقول الله سبحانه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ٥٩}[النساء].
  وما جاء من الله تبارك وتعالى لآل رسوله من الذكر الجميل، والحض للعباد على طاعتهم، والاقتباس من علمهم فكثير غير قليل، يجزيء قليله عن كثيره، ويسيره عن جليله، من كان ذا علم واهتداء، ومعرفة بحكم الله العلي الأعلى.
  وكل ذلك أمر من الله سبحانه للأمة برشدها، ودلالة منه على أفضل أبواب نجاتها، فإن اتبعت أمره رشدت، وإن قبلت دلالته اهتدت، وإن خالفت [عن](١) ذلك غوت ثم ضلت وأضلت، وهلكت وأهلكت، {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ ٤٢}[الأنفال].
  وفي أمر الأمة باتباع ذرية المصطفى ما يقول النبي المرتضى: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا، حتى يردا علي الحوض»(٢).
(١) (عن) سقط من (أ، ب، هـ).
(٢) هذا الحديث مما رواه الموالف والمخالف حتى بلغ حد التواتر، وقد رواه أهل البيت $ في كتبهم ومسانيدهم، ورواه عامة المحدثين وسنذكر بعضاً من مصادرهم فمن ذلك ما في: حلية الأولياء (١/ ٣٥٥)، المنتخب من مسند عبد بن حميد رقم (٢٤٠) (١/ ٢١٤)، السنة لابن أبي عاصم رقم (٧٥٤) (١/ ٣٥١)، مسند أبي يعلى رقم (١٠٢١) (٢/ ٢٩٧)، ابن عساكر (١٠٢٦) (٢/ ٨١٨)، البزار (٤٣٢٥) (١٠/ ٢٣٢)، الشريعة للآجري (١٧٠٣) (٥/ ٢٢١٧)، المعجم الصغير للطبراني (٣٦٣) (١/ ٢٢٦)، فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل (٩٩٠) (٢/ ٥٩٥)، =