مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

[منهج آل رسول الله الذين أمرنا باتباعهم]

صفحة 587 - الجزء 1

  برهاناً، لا يضل من اتبعهما، ولا يغوى من قصدهما، حجة الله القايمة، ونعمته الدايمة.

  فمن اتبعهما في حكمهما واقتدى في كل أمر بقدوهما، وكان قوله بقولهما، وحكمه في كل نازلة بهما دون غيرهما، فهو المصيب في قوله، المعتمد عليه في علمه، القاهر لغيره في قوله، الواجب على جميع المسلمين من آل رسول الله ÷ ومن غيرهم أن يرجعوا إلى قوله، ويتبعوا من كان كذلك في علمه؛ لأنه على الصراط المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا دخل⁣(⁣١) - ولله الحمد - عليه.

  فمن كان على ما ذكرنا، وكان فيه ما شرحنا من الاعتماد على الكتاب والسنة، والاقتباس منهما والاحتجاج بهما، وكانا شاهدين له على قوله، ناطقين [له]⁣(⁣٢) بصوابه حجة له في مذهبه، فواجب على كل أحد أن يقتدي به، ويرجع إلى حكمه.

  فإذا جاء شيء مما يختلف فيه آل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ميّز الناظر المميز السامع لذلك بين أقاويلهم، فمن وجد قوله متبعاً للكتاب والسنة، وكان الكتاب والسنة شاهدين له بالتصديق فهو على الحق دون غيره، وهو المتَّبَع لا سواه، الناطق بالصواب، المتبع لعلم آبائه في كل الأسباب.

  وإن ادعى أحد من آل رسول الله ÷ أنه على علم رسول الله وأنه مقتد بأمير المؤمنين والحسن والحسين À، فاعلم هديت أن علم آل رسول الله لا يخالف علم رسول الله، وأن علم رسول الله لا يخالف أمر الله ووحيه، فاعرض قول من ادعى ذلك على الكتاب والسنة، فإن وافقهما ووافقاه فهو من رسول الله، وإن خالفهما وخالفاه فليس منه ÷، كما قال فيما روينا عنه حين يقول ÷ قال: «إنه سيكذب علي كما قد كذب على الأنبياء من قبلي، فما جاءكم


(١) في (ب، هـ): ولا ولله الحمد دخل عليه.

(٢) زيادة من (ب، ج، هـ).