مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

[الإمام المفترضة طاعته]

صفحة 595 - الجزء 1

  من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى»، وفيهم يقول الله تبارك وتعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}⁣[النساء: ٥٩]، فجعل طاعتهم موصولة بطاعة رسوله، وطاعة رسوله موصولة بطاعته، ومعصيتهم مقرونة بمعصية نبيه، ومعصية نبيئه مقرونة بمعصيته، فمن عصاهم فقد عصى الله سبحانه ورسوله، ومن أطاعهم فقد أطاع الله.

[الإمام المفترضة طاعته]

  والذي افترض طاعته ذو الجلال والإكرام من أهل بيت محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ على جميع من خلق وذرأ من الأنام، وبنى على طاعته وموالاته دعائم الإسلام - الورع الفاضل التقي الكامل، [الباذل لنفسه لله]⁣(⁣١)، العالم الذي لا تأخذه في الله لومة لائم، الفهم بمعاني الكتاب، المتفرع⁣(⁣٢) فيما يحتاج إليه من الأسباب، المجرد في أمره، الداعي إلى سبيل ربه، المباين للظالمين، الناهض بحجة رب العالمين، الكاشف لرأسه، المجرد لسيفه، الرافع لرايات الحق، المظهر لعلامات الصدق، الزاهد في حطام الدنيا، الراغب في الآخرة التي لا تفنى، والحافظ للرعية، المواسي لهم، المتحنن عليهم، المقرب غير المبعد، المهون غير المجهد، القارن لهم بنفسه في جميع أمره، الشفيق عليهم، الآخذ لمظلومهم من ظالمهم، المستوفي لحق الله من أيديهم، والراد له في مصالحهم، والمفرق لفيئهم فيهم، المسلم له إليهم، العادل في قسمه، المساوي بين رعيته في حكمه، الطارح الجبرية والتكبر، البعيد من الخيلاء والتجبر، والباسط لكنفه⁣(⁣٣)، المنصف لأهل طاعته، المتفقد لجميع معايشهم، الحامل لهم على ما أمروا به من أديانهم، الممضي لأحكام الله فيهم، القائم بقسط الله عليهم، الرؤوف الرحيم بهم، العزيز عليه عُنُوْتُهم، المتعني بالجليل والدقيق من أمورهم، المشبه في


(١) في (ب، هـ): الدالُّ لنفسه.

(٢) في (أ، د): المتفرغ.

(٣) في (ب، هـ): لكفه.