[الوعيد على من تخلف عن القائم]
  وحرمهم ولاية الرسول وتوليته، وأوجب عليه(١) العداوة لهم.
  وبأقل من ذلك ما يقول الله سبحانه: {سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ}[الفتح: ١٥]، يريد بقوله: {قَالَ اللَّهُ} أي: حكم الله عليكم، وأمرنا به فيكم.
  وفيما ذكرنا من هلاك المخلفين(٢) عن دعوة الحق والمحقين ما يقول أصدق الصادقين فيمن قال لإخوانه وتأخر: {لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ} - فقال ﷻ عن أن يحويه قول أو يناله: {وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ٨١}[التوبة]، وكفى(٣) في إهلاك الله وإخزائه للمتخلفين عن الحق والمحقين ما يقول لنبيئه محمد ÷: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ ٨٤}[التوبة]، فنهى رسوله عن الصلاة عليهم، والوقوف على قبورهم، وحرم عليه الاستغفار لهم، ولم ينه عن ذلك إلا في غوي هالك(٤) عنده معذب شقي.
  ثم أخبر أن المرتابين الذين هم في ريبهم يترددون، والتردد فهو الشك، والشك فلا يكون في حق إلا من أهل الفجور والفسوق، ومن أضل عند الله [أو أهلك](٥) أو أشد عذاباً عند الله أو آفك ممن تخلف عن الحق وهو يعرفه، وسوّف بالإقبال إليه؛ فكذلك لعمر أبي الجفاة الرافضين للحق والمحقين، والمتأولين في ذلك على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، ما لم يجعل الله إلى التعلق به سبيلاً، أشدّ عذاباً عند
(١) في (أ، د): عليهم.
(٢) في (ب، هـ): المتخلفين.
(٣) في (أ، ب، هـ): وفي.
(٤) في (ب، هـ): عنده هالك. بالتقديم والتأخير.
(٥) ما بين المعقوفين سقط من (ب، هـ).