[الحث على إجابة الدعوة]
  معطلون للنكاح، مظهرون معتكفون على السفاح، المنكر بينهم ظاهر، وأفعال قوم لوط أفعالهم، وأعمالهم في ذلك أعمالهم، يتخذون الرجال، ويأتونهم من دون النساء، ويظهرون الفجور علانية والردى، ويأتون في ناديهم المنكر، ويجاهرون بذلك العلي الأكبر.
  سفهاؤهم(١) أمراؤهم، وأشرارهم حكامهم، وعظماؤهم أردياؤهم. الغدر شيمتهم، والفسق همتهم، إن عاهدوا نقضوا، وإن أمنوا غدروا، وإن قالوا كذبوا، وإن أقسموا حنثوا.
  قد قتلوا الأرامل والولدان، وحرموهم ما جعل الله لهم من السهمان، قد قتلوا الكتاب والسنة، وأظهروا المنكر والبدعة، وخالفوا ما بعث الله به النبي المرسل، وحكموا بغير حكم الكتاب المنزل، أضداد الحق والمحقين، أولياء الباطل والمبطلين، وحزب الشيطان، وخصماء القرآن، وأعداء الرحمن.
  في الفسق منغمسون، وعن الحق مجنبون، لم ينالوا ما نالوا من أولياء الله إلا بالغدر، ولم يقدروا عليهم(٢) إلا بالختر، وعقد مواثيق الله له في أعناقهم، وبسط أمان الله وأمان رسوله له منهم، فإذا ركن إلى عظيم ما يعطونه، ووثق بجليل أيمانهم قتلوه من بعد ذلك غادرين، ومثلوا به ناكثين، لا فيما أعطوه من عقود الله ومواثيقه له ينظرون، ولا في الأيمان المؤكدة التي له يفكرون؛ اجتراءً على الله العظيم، وعدولاً منهم عن الصراط المستقيم، عنوداً عن الحق المبين، ومضادة لأحكام أرحم الراحمين، ومخالفة لسنن الرسول الأمين، ومباينة ومجانبة لشرايع الإسلام، وتشبهاً بفعل أهل الشرك والكفر والطغيان، بل الكفار الطغام أوفى بالعهود منهم، وأحفظ لعهودهم منهم بعهدهم، وأقل اجتراء منهم في كثير من الأمور على خلافهم، وهم في ذلك يدعون أنهم أئمة المسلمين، وقادة المؤمنين،
(١) في (أ): وسفهاؤهم. بزيادة الواو في أوله.
(٢) في (أ، د): عليه.