[ذكر أعلام أهل البيت بعد الحسن والحسين $]
  مقصر في تأليف العباد، مخيفاً للظالمين، مؤمناً للمؤمنين، لا يأمن الفاسقين ولا يأمنونه، بل يطلبهم ويطلبونه، قد باينهم وباينوه، وناصبهم وناصبوه، فهم له خائفون، وعلى إهلاكه جاهدون، يبغيهم الغوائل، ويدعو إلى جهادهم القبائل، متشرداً عنهم، خائفاً منهم، لا يردعه عن أمور الله ولا يمنعه عن الاجتهاد عليهم كثرةُ الإرجاف، شَمَّرِيٌ(١) مُشمِّر، مجتهد غير مقصر.
[ذكر أعلام أهل البيت بعد الحسن والحسين $]
  فمن كان كذلك من ذرية الحسن والحسين فهو الإمام المفترضة طاعته، الواجبة على الأمة نصرته، مثل من قام من ذريتهما من الأئمة الطاهرين، الصابرين لله المحتسبين، مثل زيد(٢) بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ¥ إمام المتقين، والقائم بحجة رب العالمين، ومثله ابنه يحيى(٣) المحتذي بفعله، ومثل محمد(٤) بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، الذي جاء فيه الخبر عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ وَسَلَّمَ أنه خرج ذات يوم إلى باب المدينة، فوقف في
(١) في المعجم: الشَّمَّري: الأشد مَضَاءً في أمره.
(٢) هو الإمام فاتح باب الجهاد والاجتهاد الغاضب لله في الأرض ومقيم أحكام السنة والفرض، أبو الحسين زيد بن علي سيد العابدين بن الحسين السبط، وهو أخو باقر علم الأنبياء وهو مجدد المائة الأولى. مولده # سنة ٧٥ للهجرة على أصح الأقوال. استشهد # في زمن هشام بن عبدالملك الأموي ليلة الجمعة لخمس بقين من محرم سنة اثنتين وعشرين ومائة وله من العمر ست وأربعون سنة. (من التحف شرح الزلف بتصرف).
(٣) الإمام يحيى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، مولده سنة سبع وتسعين على الأرجح، قام # بعد أبيه، وقتل وعمره ثمان وعشرون سنة، وكان قاتل يحيى # قد رأى في منامه أنه يقتل نبياً ... إلى قوله: استشهد في أيام فرعون هذه الأمة الوليد بن يزيد بن عبدالملك الأموي، بعد صلاة الجمعة في شهر رمضان سنة ست وعشرين ومائة. (من التحف شرح الزلف بتصرف).
(٤) هو الإمام أبو القاسم محمد ابن أبي الأئمة عبدالله الكامل المحض بن الحسن بن الحسن السبط $، قيامه في جمادى من هذه السنة أي سنة استشهاده، وبايعته المعتزلة مع الزيدية، وفضلاء الأئمة. وخرج معه جعفر الصادق # المتوفى سنة ثمان وأربعين ومائة، عن خمس وستين سنة، ثم استأذنه في الرجوع؛ لكبر سنه وضعفه. واستشهد في شهر رمضان الكريم سنة ١٤٥ هـ وله من العمر اثنتان وخمسون سنة وكان لقبه النفس الزكية وكان فيه خاتم في كتفه يشبه خاتم النبوة في رسول الله ÷. (التحف شرح الزلف بتصرف).