[الحث على إجابة الدعوة]
  لوعده، المتعرضون لنصره؟ فإنه يقول سبحانه: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ٤٠}[الحج].
  بلى وعسى، إن مع العسر يسراً، إن مع العسر يسراً، عسى الله أن يجعل فيكم يا أهل التوحيد خلفاً من الأولين المجاهدين، الذين بذلوا أنفسهم وأموالهم لله رب العالمين، فشمِّروا يرحمكم الله واجتهدوا، واطلبوا النجاة من الله تعالى بجهادهم تنجوا، فإنه يقول سبحانه: {فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ١٩٥}[آل عمران]، فجاهدوا كما جاهد أولئك من سلفكم المؤمنين من الأولين [والآخرين](١)، فلقد جاهدوا أعداء الله واحتسبوا، فلقوهم وجالدوهم وصابروهم، والفسقة حينئذ أقوياء أعزاء، جيوشهم جامعة، وأموالهم كاملة، وكلمتهم مؤتلفة، وجماعتهم غير مختلفة، فصفوا لهم الصفوف، وضربوا وجوههم بالسيوف، ووفوا لله بعهده، فقاموا له فيه بأمره، صابرين محتسبين، ولذلك من فعلهم متخيرين، حتى لحقوا بالله مستشهدين، كراماً طيبين مطيبين، فائزين بالثواب، ناجين من العقاب، قد فازوا بالرضا والرضوان، يتقلبون في عرصات الجنان، {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا ٤٤}[الأحزاب]، {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ ٢٥ قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ ٢٦ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ ٢٧ إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ ٢٨}[الطور].
  فاجتهدوا رحمكم الله واستغفروا، وقوموا لله بما أمركم به ولا تقصروا، ولا تركنوا إلى الخفض في الدنيا فتهلكوا، وجدوا في جهاد أئمة الظلم تسعدوا، {إِلَّا
(١) (والآخرين) سقط من (ب، هـ).