جواب مسائل الحسين بن عبدالله الطبري
  وله أيضاً #:
جواب مسائل الحسين(١) بن عبدالله الطبري
  
  قال يحيى بن الحسين ابن رسول الله ÷:
  ذكرت حاطك الله وحفظك ووفقك للصواب وسددك - أنه بلغكم وتناهى إلى بلدكم أسبابٌ من فعلنا، وأمورٌ من سيرتنا، التبس فيها على كثير من الناس الصواب، ولم يحضرك في كثير منها الجواب فشنع من لا يفهمها، وأنكر علينا فيها من لا يعرفها، واستعجل بالظن السيء من لا يفقهها، حتى نسب صوابها إلى الخطأ، ونير حقها إلى العداء؛ فحشاً من قوله، وظلماً في حكمه، وبغياً في أمره، واستعجالاً بالسيئة قبل الحسنة، وبقول الخطأ قبل المعرفة، كأن لم يسمع الله سبحانه فيما يعيب على من فعل مثل هذا الفعال، وقال بالظن كما قال صاحب هذا المقال: {لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ}[النمل: ٤٦]، فنعوذ بالله لنا ولك ولكل مؤمن من ذلك، ونستجير به من أن نكون كذلك.
  وسنفسر لك - إن شاء الله ما جهل فيه من جهل - فعلنا، ونشرح لك من ذلك ما لم يقف عليه الطاعن في سيرتنا حتى يصح لك ولهم في ذلك الصدق، ويبين لك ولهم أن فعلنا هو الحق، فما مثلنا ومثلهم وخبرنا وخبرهم فيما علمناه وجهلوه، وعرفنا مفاصل صوابه وعميوه، إلا كمثل موسى وصاحبه صلى الله عليهما، العالم الذي اتبعه موسى على أن يعلمه مما علمه الله رشداً، فأعلمه أنه لا يستطيع معه صبراً؛ إذ ليس يعلم كعلمه، ولا يقف على ما يرى من فعله، فأخبره أنه لا يصبر إذا رأى منه شيئاً مما لا يعرفه حتى يسأله ويبحثه، ويدخله الشك في فعله، فقال له موسى: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ٦٩}[الكهف]، ثم لم
(١) في (ب، هـ): الحسن.