مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

[جواب مسألة: سبب الزيادة على الحد]

صفحة 616 - الجزء 1

  المتفاوتان؟ أو يتزن الرطل والرطلان؟ لا كيف؟! وفي ذلك ما يقول الله سبحانه: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ٩}⁣[الزمر]، ويقول سبحانه: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ٧٦}⁣[يوسف]، ويقول: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ٤٣}⁣[العنكبوت]، ويقول سبحانه: {أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ١٩}⁣[الرعد]، ويقول سبحانه: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ٨٣}⁣[النساء]، ومن لم يعرف رحمك⁣(⁣١) الله أمراً أنكره، ومن لم يقف على معنى شيء دفعه، ولو حسن يقين⁣(⁣٢) من أنكر فعل الإمام لم يعجل بالعيب⁣(⁣٣) في ذلك عليه، غير أن وساوس الشيطان تتمكن في قلوب أهل الشك والريب من الإنسان، والشك والريب فلا يثبت معهما محض إيمان، ألا تسمع كيف يقول في ذلك الواحد الرحمن: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ١٥}⁣[الحجرات]، فلم يحكم بحقائق الإيمان إلا لمن بعد منه الارتياب في وجوه الدين والإحسان، فنسأل الله الثبات على دينه والتوفيق لما يرضيه برحمته.

[جواب مسألة: سبب الزيادة على الحد]

  ذكرت ضربنا من نضربه من بعد الحد الذي ألزمه الله تعالى إياه، فقلت: ما سبب هذه الزيادة من بعد تمام الحد؟

  واعلم - أكرمك الله - أن الله سبحانه حكم على الأئمة وافترض عليهم حسن


(١) في (أ، ب، هـ): يرحمك.

(٢) في (أ، د): بعين.

(٣) في (ب، هـ): بالعتب.