[جواب مسألة خرص النخل]
  ÷ خرص وحزر ثمار المدينة وثمار خيبر، وكان يرسل في كل سنة عبدالله بن رواحة الأنصاري(١) فيخرص الثمار كلها، ثم يأخذهم بخرصها ويحكم عليهم بما حزر فيها، ونحن فكذلك فعلنا، وبه ÷ في ذلك اقتدينا.
  ثم احتطنا من بعد ذلك باستحلاف من أمرناه بخرص الثمار، فإذا أردنا أن نوجه قوماً يخرصونها من ثقات من نعلم، وأبصر من يفهم بخرص الثمار، ممن قد جرب فهمه وامتحن في ذلك نفسه، ثم امتحنه فيه غيره حتى صح أنه أقرب أهل بلده إلى المعرفة بما وجهناه له من حزر الثمر(٢) فيخرصه، ثم نستحلفه بأوكد ما نحلِّف به: لتنصحن ولتجتهدن ولتحرصن ولتقصدن الحق بجهدك، ولتحزرنه(٣) بطاقتك ولا تعمدن لمسلم غشاً، ولا لمال الله وكساً(٤)، ولئن شككت في شيء من ذلك أو التبس عليك لتجعلن الحمل على أموال الله دون أموال عباده.
  ثم نُنَفِّذُه فيما به أمرناه، فيجتهد ويحرص ويكتب ما يحزر ويخرص [ثمره](٥)، فإن شكا أحد من الناس بعد ذلك غبناً فيما خرص عليه وحزر استحلفناه على ما أتى من ثمره وصدقناه، وأخذنا منه على ما حلف عليه وتركناه، وكذلك قد نخير من خرصنا عليه نخله فنقول: إن شئت فخذ بما قد خرصنا، وإن شئت أخذنا وأوفيناك حقك على ما خرصنا وقسمنا.
  فهل على من فعل ذلك حيف أو جور، أو تحامل في شيء من الأمور؟ أم على من اقتدى برسول الله ÷ مطعن في مقال من المقال، أو تعنيف في فعل من
(١) عبدالله بن رَوَاحَة (بفتح أوله) أبو رواحة الحارثي الأنصاري النقيب، شهد بدراً وما بعدها، وكان أحد النجباء الصادقين في الجهاد باللسان واليد، وأحد الأمراء في غزوة مؤتة، وبها استشهد، ولا عقب له. (من لوامع الأنوار).
(٢) في (أ، د): حرز التمر.
(٣) في (ب): ولتحرّنّه. من التحري.
(٤) الوكس: النقص. هامش (أ، د).
(٥) زيادة من (ب، هـ).