عليها صدقة ولنا منها هدية» فقدمته بريرة إليه، فأكل منه.

  فعلى هذا الباب قولنا به في هدايا المسلمين إلى آل رسول رب العالمين مما جعله الله للمسلمين حلالاً من صدقات إخوانهم المؤمنين.

  فافهم هديت ما عنه سألت، وقف على هذه الوجوه، فقد أكملت لك فيها كل ما طلبت، مما يجوز لآل رسول الله ÷ من صدقات المسلمين، وأوساخ أيدي المتصدقين، وأعلمتك أي سبب تحل لهم، وفسرت لك متى يجوز لهم به أكلها، والمعنى الذي يدخل في ذلك حتى تحل لهم من بعده.

[جواب مسألة: المعنى الذي يجوز معه أن يؤثر بالزكاة بعض الأصناف]

  وسألت عن المعنى الذي يجوز⁣^(⁣١) به قسم الزكاة على أصنافها وتسليم ربعها إلى الفقراء والمساكين، وقلت: كيف كنت في أول الأمر تقسم ذلك على أهله؟ وأنت اليوم ربما قسمت وربما لم تقسم، وربما أعطيت وربما لم تعط، فقد تكلم بعض من تكلم، ورأيتهم ينكرون عليك في بعض الأوقات إذا لم تقسم.

  وقد سألتَ [عن ذلك]⁣^(⁣٢) فافهم، وإذا فهمت فاعلم أن من لم يعرف شيئاً أنكره، ومن لم يعرف حقيقة أمر عظمه، أما علمت إن جهلوا وفهمت إن غفلوا أن رسول الله ÷ لما أن أتاه مال من البحرين⁣^(⁣٣) يقال إنه ثمانون ألف أوقية من أعشار البحرين، ومن جزية ذمتها، ومن صوافٍ⁣^(⁣٤) كثيرة كانت بها، فقسم الثمانين ألفاً في مجلسه على جلسائه، يعطيهم غرفاً غرفاً، وكفاً كفاً، حتى لم يبق من ذلك شيء، وذلك أنه ÷ علم أن ذلك أصلح للإسلام في ذلك الوقت من

(١) في (ب، ج، هـ): لا يجوز.

(٢) ساقط من (ب، هـ).

(٣) البحرين من الناحية التاريخية هو اسم لإقليم جغرافي واسع يشمل غالب المناطق الشرقية من شبه الجزيرة العربية المطلة على الخليج العربي. وهو الإقليم الممتد من البصرة مروراً بالكويت والقطيف وقطر والأحساء ... إلخ. (من الموسوعة).

(٤) الصواف: الأملاك، والأراضي التي أجلى عنها أهلها. نهاية من هامش (أ، د).