مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

[جواب مسألة: بم تثبت الإمامة في الإمام من آل الرسول]

صفحة 630 - الجزء 1

  بالكينونة معهم فهم: الصادقون بادعاء الإمامة، وهم المستوجبون لها والمستحقون لفرضها، وهم من كانت فيه الصفات التي تجب له بها الإمامة: من ولادة الرسول والعلم والدين والزهد والورع والمجاهدة لأعداء الله، من كشف رأسه، وسل سيفه، ونشر رايته، ودعا إلى الحق وعمل به، وزاحف الصفوف بالصفوف، وأزلف الألوف إلى الألوف، وخاض في طاعة الله الحتوف، وضرب بالسيوف الأنوف، وأقام حدود الله على من استوجبها، وأخذ أموال الله من مواضعها، وصرفها في وجوهها، وكان رحيماً بالمؤمنين، مجاهداً غليظاً على الكافرين والمنافقين، معه علمه ودليله.

  والعلم والدليل: الكلام بالحكمة، وحسن التعبير، والجواب عند المسألة، والفهم لدقائق غامض⁣(⁣١) الكتاب، ولدقائق غيره من كل الأسباب التي يعجز عن استنباطها غيره، ويضعف عن تثبيتها⁣(⁣٢) سواه؛ فمن كان في الصفة كما ذكرنا، وفي الأمر كما قلنا فهو الإمام الذي عقد الله له الإمامة، وحكم له على الخلق بالطاعة فمن اتبعه رشد واهتدى، وأطاع الله فيما أمر به واتقى، ومن خالفه فقد هلك وهوى، وأفحش النظر لنفسه وأساء، واستوجب⁣(⁣٣) على فعله من الله العذاب الأليم، والخلود في الهوان المقيم، {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ ١٨ أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ١٩ وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ٢٠}⁣[السجدة]، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد، كثيراً طيباً مباركاً فيه.


(١) في (أ): لغامض دقائق.

(٢) في (ب): تبيينها.

(٣) في (ب، هـ): واستحق.