مسألة في الإمامة
مسألة في الإمامة
  
  سألت يا أبا عبدالله - حفظك الله ووفر في الخيرات حظك - عن المعنى الذي وجبت(١) به لنا على الخلق الطاعة، ووجب به علينا جهاد من أبدى لنا المعصية، وثبتت به لله سبحانه في ذلك علينا الحجة، حتى حكمنا بالهلكة على المخالفين(٢) عن دعوتنا، وبالنجاة للمسلّمين لأمرنا، الساعين في طاعتنا، حتى سمينا من قتله الظالمون منا شهيداً، وحكمنا له بالوعد الذي وعد الله الشهداء، وسمينا من قتلْنا نحن من الظلمة كافراً متعدياً، وحكمنا عليه باستحقاق الوعيد من الله العلي الأعلى؟
  وهذا أكرمك الله فقد وجب لنا على أنفسنا السؤالُ عنه، والبحثُ لها فيه عندما دعتنا إليه من دعاء الخلق إلى طاعتنا، والمناداة إلى إجابتنا، وضرب أعناق المحاربين لنا، وأخذ أموالهم واستباحة ديارهم، فسألناها فقلنا: ما الذي وجب لك به ذلك؟
  فكان من جوابها لنا عندما احتجنا إليه من علم ذلك منها أن قالت: وجب لي ذلك بما وجب للأئمة من قبلي من لدن القاسم بن إبراهيم # ومن تقدمه من الأئمة القائمين، الذين كانوا حججاً لله على العالمين سواء سواء.
  فقلنا لها: فبم وجبت(٣) لأولئك À الطاعة على الخلق؟
  فقالت: لوجوب الإمامة التي عقدها الله لهم بأحق الحق، وأصح القول والصدق.
  فقلنا لها: ولم عقد الله سبحانه الإمامة لأولئك وبأي معنى كانوا À عند الله ø كذلك؟
(١) في (ب، هـ): وجب.
(٢) في (ب، هـ): المتجانفين.
(٣) في (أ): أوجبت.