مسألة في الإمامة
  فقالت: بولادة الرسول ÷ وبمعرفتهم بذي الجلال والإكرام، وبالورع الذي جعله الله قواماً للإسلام، وبالمعرفة بالحلال عند الله والحرام، وبما يحتاج إليه في الدين جميع الأنام، وبأخذ الحق وإعطائه، وبقلة الرغبة في الدنيا والزهد في دار الفناء، وبالرغبة [والمحبة](١) لدار البقاء، وبكشف الرؤوس، وتجريد السيوف، ورفع الرايات لله وفي الله ø، والمنابذة لأعداء الله، وبإظهار الدعاء إلى الله، والغضب لله والرضا، وإقامة الدار(٢)، والدعاء إلى [الله](٣) الواحد القهار، وإحياء الكتاب والسنة، وإقامة الحق والعدل في الرعية، والإطلاع على غامض كتاب الله ووحيه، الذي لا يطلع عليه إلا من قلده الله السياسة، وحكم له بالإمامة دون غيره، فآتاه الحكمة وخصه بالفضيلة، وأكمل له النعمة، وجعله له على الخلق حجة، وبالشجاعة عند اللقاء، والصبر في البأساء والضراء، وبالجود والسخاء مع النصفة للأولياء.
  فصدقناها فيما احتجت به من الأمر الذي يجب به من الله سبحانه الإمامة لأهلها، ويتأكد لهم به من الله ø فرض الطاعة على خلقه، فلما أن أجمعنا نحن وهي على أن من كانت فيه هذه الخصال، وثبت له ما ذكرنا في كل حال، فقد وجبت له بحكم الله الإمامةُ، وتأكدت له بفرض الله على الخلق الطاعة - أوجبنا على أنفسنا المحنة فامتحناها فيما أجمعنا نحن وهي وغيرنا عليه من الشروط التي تجب بها الإمامة، وتثبت بها لأهلها على الخلق الطاعة، فلم نجدها ولله الحمد عن ذلك منصرفة ولا منه(٤) معوزة، بل وجدناها به قائمة، وبالتسمية به مستحقة، فأجبناها إلى ما دعتنا إليه، وأعناها بكليتنا عليه، فصدقناها ولله المن بعد المحنة به.
(١) سقط من (ب، هـ).
(٢) لعل المعنى: إقامة الحق في دار الإسلام على حذف في كلامه.
(٣) (الله) في (ب، هـ).
(٤) في (هـ): عنه.