مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

مسألة في الإمامة

صفحة 634 - الجزء 1

  ولك - يا أبا عبدالله أكرمك الله - علينا من الحجة والسؤال والمحنة مثل الذي كان لنا على أنفسنا، فانظر في ذلك معنا بمثل ما نظرنا نحن به مع أنفسنا، فإن وجدت ما وجدنا، وشهد عقلك لك في أمرنا بمثل ما شهدت به عقولنا لأنفسنا، فقد حق لك ما طلبت، وصح لك ما عنه سألت، وجاءتك من⁣(⁣١) نفسك البينات، وأنارت لك من ذلك النيرات.

  وإن لم تجد الشروط التي نشهد نحن وأنت وكل المسلمين بأنها شروط الأئمة الهادين المفترضة طاعتهم، والمحرمة معصيتهم - كنت على بينة من أمرك، ورخصة من فرضك وراحة من تعبك.

  واعلم هداك الله أن الامتحان والنظر لا يكون إلا بالنصفة من المتناظرين، وطلب الحق عن ذلك من المتسائلين، وقبول الحق عند ظهوره، وأخذه بأفضل قبوله، ونحن - أكرمك الله - لكل ذلك لك باذلون، وإليه لك مسرعون، وله منك محبون، فهذا الباب الذي وجبت به إمامة كل إمام، على جميع من تقدم من أهل الإسلام، وبه تجب إمامة من بقي من أئمة الهدى إلى آخر أيام الدنيا، ولن تجب إمامة إمام أبداً بغير ما ذكرنا، ولن يوجد سبب يثبت لأحد سوى ما شرحنا.

  تم والحمد لله كثيراً، [وسبحان الله بكرة وأصيلاً وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليماً]⁣(⁣٢).


(١) في (ب، هـ): في.

(٢) ما بين المعقوفين في (هـ).