جواب مسألة لرجل من أهل قم
  فالتبس(١) عليه أمره وعمي عليه رشده، ما الذي يجب عليه في ذلك؟
  فإن قال: إنه يجب عليه أن يقلد أحد الفريقين قوله ويقول به، وزعم أنه إذا قلد قوماً قولاً ثم عمل به واعتقده نجا من إثمه، وكان عليهم وزره - وجب عليه أن يقول: إن كل من أمر بدين من الأديان من اليهودية أو النصرانية أو أي دين كان من أديان الكفر وأشار به فقبله منه قابل وقلده إثمه ودخل فيه فأحل ما حرم الله، وحرم ما أحل الله كان بذلك بريئاً من الوزر، وكان جميع ذلك الأمر على من أمره(٢) به دون من قبله.
  ولو كان ذلك كذلك لم يعذب الله إلا المؤسسين(٣) لأنواع الشرك من القرون الأولة، ولكان كل من عمل بعملهم ناجياً من سخطه وعقابه، ولكان كل من قال على الله بالحق، ودان بدين محمد صلى الله عليه وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين وسلم غير مثاب عليه، ولكان الثواب واجباً في القياس للرسول، ولم يكن لمن عمل [به](٤) ثواب ولا محمدة، ولم يكن المذنب بإجرامه بآهَلَ بالعقوبة من المحسن في أعماله، ولكان المطيع والعاصي في الثواب والمجازاة على(٥) العقاب سيان؛ إذ كانا من جميع أفعالهما بريان.
  ثم يسأل فيقال [له](٦): أخبرنا عن إبليس إذا أمر العباد ووسوس وزين لهم المعاصي، حتى يكونوا لها عاملين، ولعظائمها مرتكبين؛ على من إثمها؟
(١) في (ب، هـ): والتبس.
(٢) في (ب، هـ): أمر.
(٣) في (ب، هـ، و): الموسوسين.
(٤) ساقط من (ب، هـ).
(٥) هكذا في الأصول ولعلها بمعنى الباء كما في قوله تعالى: {حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ}[الأعراف: ١٠٥]، أي: بأن لا أقول.
(٦) ساقط من (ب، هـ).