مسألة لأبي القاسم محمد بن يحيى @
  والحام: فهو الجمل الفحل الذي ضرب في الإبل، فإذا ضرب عشر سنين في الإبل، ولحقه أولاده فضربت معه قالوا: هذا قد حمى ظهره لا يحل لنا أن نحمل عليه ولا أن نملكه، فيَسِمُون في خده حام ويخلونه.
  فكانت هذه الأشياء قد كثرت في البلاد، وأتعبت الناس؛ لأنهم لم يكونوا يحمونها شجراً ولا يمنعونها ماء، وكانوا يقولون: هذه إبل الله، فلما أن بعث الله رسوله ÷ أمرهم أن يأخذوها وينتفعوا بها، ويرثوها فيما يرثون من آبائهم وأجدادهم، فقالوا: هذا لا يحل لنا ولا نفعله، هذا شيء قضى الله به علينا واختاره لنا، ولولا أن الله قضى به واختاره وجعله لم نفعله، فأنزل الله سبحانه في ذلك إكذاب قولهم: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ}[المائدة: ١٠٣]. فهذا ما سألت عنه.
  تم والحمد لله على ما أولى وأنعم، وصلى الله على محمد وآله وسلم