مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

جواب مسائل لابنه المرتضى @

صفحة 725 - الجزء 1

  فلم يستر على نفسه حتى رجم مرجم الكلب» فسكت عنهما رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ حتى مر بجيفة حمار شاغر برجله، فقال لهما: «انزلا فأصيبا من هذا الحمار» فقالا: نعيذك يا رسول الله أن نأكل⁣(⁣١) الميتة، فقال لهما: «لما أصبتما آنفاً من أخيكما أكثر مما تصيبان من هذا الحمار، إنه الآن ليتقمص في أنهار الجنة»، وغير ما ذكرناه عنه في هذا المعنى فكثير غير قليل، ومعروف غير مجهول ولله الحمد، يجتزى بقليله عن التطويل بذكر كثيره، والسلام.

  وسألته عن قول الله سبحانه: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ١٠٢}⁣[التوبة]؟

  فقال: هؤلاء أهل التوبة إلى الله من بعد المعصية، فذكر الله عنهم أنهم عملوا عملاً سيئاً ثم خلطوا أعمالهم بالصالحات، فعملوا بها من بعد التوبة وبعد العمل الردي. ومعنى: {عَسَى اللَّهُ} هو⁣(⁣٢) إيجاب لقبول التوبة عن التائبين من بعد الإخلاص لله بالتوبة.

  وليس كما يقول⁣(⁣٣) الجهال: إنهم يعملون قبيحاً وحسناً في حالة واحدة، ويتقبل منهم الحسن، هذا ما لا يكون؛ لأن الله يقول: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ٢٧}⁣[المائدة]، ومن كان في معصية الله فليس بمتق، ومن لم يكن بمتقٍ، فليس يقبل عمله منه.

  وسألته عن قول الله تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ٦٥}⁣[النساء]؟


= والجماعة. عنه: مالك بن عامر الأصبحي وولده موسى. قلت: ومن كلام الوصي # في شأن طلحة والزبير المروي في النهج: (اللهم إنهما قطعاني وظلماني، ونكثا بيعتي، وأَلَّبَا الناس عليَّ، فاحلل ما عقدا، ولا تحكم لهما ما أبرما، وأرهما المساءة فيما أمّلا وعملا). اهـ (من لوامع الأنوار باختصار).

(١) في (ب، هـ): أنأكل؟

(٢) في (ب): فهو.

(٣) في (ب، هـ): قال.