[معنى الإذن في كتاب الله]
  فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ ١٢٧}[النحل]، فقال: مما يمكرون، ولولا أنهم يقدرون على المكر والخديعة والمعصية ما قال: يمكرون.
  ثم قال في أهل الجنة: {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا}[الأحقاف: ١٩]، {وَحُورٌ عِينٌ ٢٢ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ٢٣ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ٢٤}[الواقعة].
  ثم قال في أهل النار: {الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ٩٣}[الأنعام]، وقال: {جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ٢٨}[فصلت]، و {يَصْنَعُونَ}، و {يَمْكُرُونَ}، و {يَسْتَهْزِئُونَ}، و {يَسْخَرُونَ}، و {يَخْدَعُونَ}، [و {يَفْسُقُونَ}(١)]، و {يَكْذِبُونَ}، و {يَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ}[البقرة: ٦١]، و {يَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ٢١}[آل عمران]، كل هذا اختيار من أنفسهم.
[معنى الإذن في كتاب الله]
  قال يحيى بن الحسين ~: الإذن في كتاب الله على وجهين: علم وأمر.
  [الإذن الأول: إذن علم] قال الله ø: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ}[التغابن: ١١]، يقول: بعلم الله، ويقول: {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ}[البقرة: ١٠٢]، يقول: بعلم الله، ويقول: {فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ}[الأنبياء: ١٠٩]، يقول: أعلمتكم، وقال: {فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ}[البقرة: ٢٧٩]، يقول: اعلموا أنكم إن لم تقلعوا من الربا صرتم حرباً لله ولرسوله.
  والإذن الثاني: إذن أمر، قال الله ø: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ}[يونس: ١٠٠]، يقول: بأمر الله، لولا أن الله أمرها بالإيمان لم تؤمن، ولكن جعل في الإنسان العقل ثم أمره بالإيمان فآمن بإذن الله وأمره.
(١) زيادة من (ب، هـ).