[رد المتشابه إلى المحكم]
  منهم القردة والخنازير» خارج من الكلام(١).
  ثم قال: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ٤١}[المائدة]، بيانها في أولها حيث يقول: {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ}[المائدة: ٤١]، بعد ما كان من عصيانهم ومن مخالفتهم للحق وأهله.
  ثم قال ø: {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ}[يونس: ٨٨]، يقول: آتيتهم يا رب هذه الأموال والأبدان والخيل والرجال - يعني: أنه خلقهم لا أنه ملّكهم - {رَبَّنَا لِيُضِلُّوا} يقول: لئلا يضلوا عن سبيلك، فضلوا وصرفوا نعمتك التي أمرتهم أن يصرفوها في طاعتك لا(٢) في معصيتك، فعندما فعلوا ذلك: {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا} يقول: إنهم لا يؤمنون اختياراً من أنفسهم المعصية والكفر.
  ثم قال: {إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ}[الأعراف: ١٥٥]، يقول: إن هي إلا محنتك {تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ} يقول: توقع اسم الضلال على من يستحقه بعد هذه الفتنة، قامت «بها» مقام «بعد».
  وقال(٣): {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ}[الرعد: ٦]، يقول: بعد ظلمهم إذا تابوا.
  وقال: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ}[طه: ٧١]، يقول: على جذوع النخل، قامت «في» مقام «على».
(١) يعني: أنه لم يعطف: عبد الطاغوت على: وجعل منهم القردة، بل هي مؤخرة وحقها التقديم.
(٢) هكذا في النسخ، وكان الأولى حذف (لا) ليستقيم الكلام أكثر.
(٣) ساقط من (ب، هـ).