[مباحث عدة في أصول الدين وغيرها]
  وقال: {وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ} يقول على القوم {الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا}[الأنبياء: ٧٧].
  وقال: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا}[يوسف: ٨٢]، يقول: أهل القرية وأهل العير.
  وقال: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ}[آل عمران: ١٧٥]، يقول: يخوف الناس بأوليائه.
  وقال: {يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ} يقول: يحبون أندادهم كحب المؤمنين لله {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ}[البقرة: ١٦٥].
  وقال(١): {يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ}[النساء: ٧٧]، يقول: يخشون الناس كخشية المؤمنين لله.
  وقال: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ١٧}[الحاقة]، والعرش فهو الملك، كما قال: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ٢٦}[النمل]، قال الشاعر:
  تداركتما عبساً وقد ثل عرشها ... وذبيان قد زلت بأقدامها النعل(٢)
  يقول: إنه انهد(٣) عزها وملكها.
  ومعنى «يحمل»: يتقلدون أمر الله ونهيه في خلقه، كما قال: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ}[العنكبوت: ١٣]، يقول: يتقلدون أمورهم، وقال:
  حملت أمراً جليلاً فاضطلعت به ... وقمت فيه بحق الله يا عمرا(٤)
  يقول: قلدت أمراً جليلاً.
  {فَوْقَهُمْ} يقول: منهم، قامت «فوق» مقام «من».
(١) ساقط من (ب، هـ).
(٢) البيت من معلقة زهير بن أبي سلمى المزني يمتدح فيها الحارث بن عوف وهرم بن سنان المري على سعيهما ونجاحهما في الصلح بين عبس وبني ذبيان في حرب داحس والغبراء.
(٣) في (نخ): تهدم.
(٤) البيت من البسيط لجرير يرثي به عمر بن عبدالعزيز.