[العلم والقدرة والسمع والبصر]
  فذلك سبيل العلم به، والوصول إلى معرفته، وتحقيق ربوبيته، وتصحيح الإيمان به أنه خالق هذا الخلق ومدبره، وصانعه ومقدره، وربه وإلهه ومالكه، لا شريك له ولا نظير، ولا معين ولا وزير، ولا ند ولا ضد(١)، ولا شبه(٢) ولا مثل.
  وأن من شبهه بشيء من خلقه كائناً ذلك الشيء ما كان، أو وصفه بتحديد أو زعم أن بيننا وبينه حجباً ساترة، وأنه لو رفعت تلك الحجب لأدركناه ورأيناه فقد قال قولاً عظيماً.
  وأن من وصفه بالكيفية والماهية فقد جهل واجترأ، وأن من زعم أنه لا يعبد شيئاً فهو كما أخبر عن نفسه [أنه(٣)] لا يعبد شيئاً، ومن قال: هو خالق الشيء ولا يقال له شيء فقد جار وحار عن طريق القصد والهدى.
[العلم والقدرة والسمع والبصر]
  وأن الله علام الغيوب لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء ولا في الدنيا [ولا في الآخرة(٤)]، وأنه القادر الذي لا يعجزه شيء من الأشياء، لم يزل عالماً قادراً، ولا يزال قادراً عالماً، ليس لقدرته غاية، ولا لعلمه نهاية، وليس علمه وقدرته سواه، هو(٥) القادر لا بقدرة سواه، والعالم لا بعلم سواه.
  وهو السميع البصير، ليس سمعه غيره، ولا بصره سواه، ولا السمع غير البصر، ولا البصر غير السمع، ولا يوصف بسمع كأسماع المخلوقين، ولا ببصر كأبصارهم، تعالى الله عن ذلك.
  ولكنه سميع لا تخفى عليه الأصوات، ولا الكلام ولا اللغات، بصير لا
(١) في (ب): ولا ضد ولا ند.
(٢) في (ج): شبيه.
(٣) في (ج): أنه.
(٤) من (د).
(٥) في (ب): وهو.