[العلم والقدرة والسمع والبصر]
  تخفى عليه الأشخاص، ولا الصور ولا الهيئات، ولا مكان شيء من الأشياء وموضعه، ولا يغيب عليه شيء من أمره وحاله، لم يزل سميعاً بصيراً، ولا يزال كذلك تبارك وتعالى.
  وأن له قدرةً وعلماً وسمعاً وبصراً ليس ذلك على إضافة شيء ثان له(١) تبارك وتعالى، ولا كما ظن المشبهون أن له وجهاً وصورة وتخطيطاً، وأنها نفس في جسد، حاش لله من ذلك، ولكنه على تحقيق إثباته ﷻ.
  وأن من زعم أن علمه محدث، وقدرته محدثة، كان غير عالم ثم عَلِم، وغير قادر ثم قَدَر؛ فقد قال قولاً عظيماً.
  ومن قال: إن علمه وقدرته وسمعه وبصره صفات له، وأنه لم يزل بها موصوفاً قبل أن يخلق الخلق، وقبل أن يكون أحد يصفه بها، وقبل أن يصف [هو(٢)] بها نفسه، وتلك الصفات زعم لا هي الله ولا هي غير الله؛ فقد قال منكراً من القول وزوراً، ومن قال بهذه المقالة، ثم زعم أن هذه الصفات لا هي الله ولا هي غير الله فقد أتى إثماً مبيناً.
  ومن قال: ليس لله علم، ولا قدرة، ولا سمع، ولا بصر؛ فقد جهل واجترى، وقال مقالة الزور والفرى.
  ومن قال: لا يقال: لله علم، ولا يقال: ليس له علم؛ فقد ضيع من الدين واللغة حظاً نافعاً.
  ومن قال: علم الله هو الله، وقدرة الله هي الله، وسمع الله هو الله، وبصر الله هو الله؛ فقد قال في ذلك بالصواب.
  ومن قال: علم الله محدث أحدثه الله، وفعلٌ فَعَلَه [الله(٣)]، وهو حركة،
(١) في (ب، ج): إليه.
(٢) غير موجودة في (ب).
(٣) زيادة من (ب).