جواب لأهل صنعاء على كتاب كتبوه إليه عند قدومه البلد
  وله أيضاً ~:
جواب لأهل صنعاء على كتاب كتبوه إليه عند قدومه البلد
  
  الحمد لله الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، أما بعد:
  فقد جاءني كتابكم تحذرون البدع المضلة، والأهواء المغوية، والآراء المحدثة، والميل إلى الخلاف والفرقة، وتحثون على لزوم الجماعة، والأبرار الذين كانوا أعلام الهدى ومصابيح الدجى، وذلك عندما بلغكم من اجتماع(١) الناس على عيبي وطعنهم عليَّ، وتنقصهم إياي، وشتمهم لي، من غير حدث أحدثت، ولا خلاف أظهرت، ولا رأيٍ قبيح ابتدعت.
  زعموا أني تركت المنهاج الأكبر، وأني سلكت الطريق الأوعر، وتسألوني ما أنا عليه، وما أنا متمسك به، وإيضاح ذلك من لدن التوحيد إلى آخر فريضة من فرائض الله، وقد فسرت جميع ذلك في كتابي هذا حسب طاقتي، وبالله حولي وقوتي، وعليه أتوكل في جميع أموري.
[الإيمان بالله]
  أما الذي أرجو به الفوز، وهو لي عدة من عذاب الله وحرز وجُنّة - فإقراري لله ø بالربوبية، وشهادتي له بالوحدانية، وإذعاني له بالعبودية، وأنه خالق كل شيء مما يرى ومما لا يرى، في بطن الأرض وما تحت الثرى، وما في السموات العلى، بلا معين أعانه عليه، ولا دليل احتاج إليه، ولا مثال احتذى [به(٢)] عليه.
(١) في (ب): إجماع.
(٢) زيادة من (ب).