مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

[من عناصر الإيمان]

صفحة 106 - الجزء 1

[تبرؤه # من جميع الفرق الضالة وبيان تمسكه بأهل البيت $]

  فهذا وفقكم الله دين المؤمنين وديني وما عليه اعتقادي، لست بزنديق ولا دهري، ولا ممن يقول بالطبع ولا ثنوي، ولا مجبر قدري، ولا حشوي ولا خارجي، وإلى الله أبرأ من كل رافضي غوي، ومن كل حروري ناصبي، ومن كل معتزلي غال، ومن جميع الفرق الشاذة، ونعوذ بالله من كل مقالة غالية، ولا بد من فرقة ناجية عالية، وهذه الفرق كلها عندي حجتهم داحضة والحمد لله.

  وأنا متمسك بأهل بيت النبوءة ومعدن الرسالة، ومهبط الوحي، ومعدن العلم، وأهل الذكر، الذين بهم وحد الرحمن، وفي بيتهم نزل القرآن والفرقان، ولديهم التأويل والبيان، وبمفاتيح منطقهم نطق كل لسان، وبذلك حث عليهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ وَسَلَّمَ بقوله: «إني تارك فيكم الثقلين لن يفترقا حتى يردا علي الحوض: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي»، «مثلهم فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى» فقد اصبحوا عندي بحمد الله مفاتيح الهدى ومصابيح الدجى، لو طلبنا شرق الأرض وغربها لم نجد في الشرف مثلهم، فأنا أقفو آثارهم وأتمثل مثالهم، وأقول بقولهم، وأدين بدينهم، وأحتذي بفعلهم.

[من عناصر الإيمان]

  العمل من الإيمان والإيمان من العمل بمنزلة الروح من الجسد يزيد وينقص، بتمام الإيمان دخل المؤمنون الجنة، وبزيادته تفاضلوا في الدرجات عند الله، وبالنقصان منه دخل المقصرون النار.

  وأنا مؤمن بقضاء الله وقدره، ما كرهت نفسي من ذلك وما رضيت، ومقر بأن القرآن كلام الله ووحيه، وتنزيله وحجته على خلقه، أحكم تأليفه إحكاماً،