مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

[كلامه # في الصحابة وأمهات المؤمنين]

صفحة 107 - الجزء 1

  وأنشأه بأحسن الإنشاء، فجعله برهاناً وتفصيلاً، سماه قرآناً عربياً لقوم يعقلون. وأدين بأن المقاييس والرأي في الدين دين إبليس اللعين.

  وأشهد أن لله المشيئة في جميع أفعاله، من زيادة ذلك ونقصانه، ومحوه وإثباته. وأشهد أن الله تبارك وتعالى لم يقطع وحيه ولم يقبض نبيه ÷ حتى أكمل دينه، وبين له جميع ما يحتاج إليه من الحلال والحرام والفرائض والأحكام، والمواريث والأقسام، وجميع ما فيه النجاة من النيران، والوصول إلى دار السلام. وكذلك أشهد أنه ÷ لم يكتم شيئاً من الحق، بل أدى عن الله الصدق، ونهى عن الكذب والفسق والكفر والظلم والجور والبغي، وكل ما لا يجوز في الدين، هذه شهادتي عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ وَسَلَّمَ.

[كلامه # في الصحابة وأمهات المؤمنين]

  ولا أنتقص أحداً من الصحابة الصادقين، والتابعين بإحسان، المؤمنات منهم والمؤمنين، أتولى جميع من هاجر، ومن آوى منهم ونصر، فمن سب مؤمناً عندي استحلالاً فقد كفر، ومن سبه استحراماً فقد ضل عندي وفسق، ولا أسب إلا من نقض العهد والعزيمة، وفي كل وقت له هزيمة، من الذين بالنفاق تفردوا، وعلى الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ وَسَلَّمَ مرة بعد مرة تمردوا، وعلى أهل بيته اجترأوا وطعنوا، وإني أستغفر الله لأمهات المؤمنين اللواتي خرجن من الدنيا وهن من الدين على يقين، وأجعل لعنة الله على من تناولهن بما لا يستحققن من ساير الناس أجمعين.