[معنى العزيز والعزة]
  الصواحب والأولاد، كذلك الله ذو العزة والإياد.
  وصلى الله على محمد خاتم النبيئين، ورسول رب العالمين، والحجة على جميع المخلوقين، المصلح لله في بلاده، الداعي إليه جميع عباده، السراج الزاهر المنير، وصفوة اللطيف الخبير، وعلى آله.
[معنى العزيز والعزة]
  ثم نقول من بعد الحمد لله والثناء عليه، والصلاة على محمد ÷: إن سأل سائل فقال: ما معنى قول الله ذي الجلال [والإكرام(١)]: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}[المنافقون: ٨]، وقوله سبحانه: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ١٨٠}[الصافات]، وقوله: {الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ}[الحشر: ٢٣]؟
  قلنا له إن شاء الله: إن معنى العزيز هو الممتنع الذي لا يرام، ولا يناصى(٢) ولا يضام، ولا يعز أبداً من أذل، ولا يذل أبداً سبحانه من أعز، الذي لا يعجزه شيء، ولا يقدر عليه شيء، مُدْرِكٌ مطلوبِيْهِ، وغالبٌ مُغَالِبِيْهِ، ومُذِلٌ مُنَاصِبِيْهِ.
  وأما العزة فهي: العزة التي أعز بها عباده المؤمنين، وأولياءه المتقين، فأول إعزازه لهم محبته لهم، ورضاه عنهم، وغفرانه ذنوبهم، وتأييدهم وتوفيقهم، فإذا فعل ذلك لهم فقد أعزهم وأيدهم، وأعطاهم من العزة ما لم يعط غيرهم، مع ما جعل وأعطى أهل المعرفة به والدين والإخلاص له، والعلم واليقين من أهل بيت الرسول $ من الكرامة والولاية، والاستخلاف في الأرض والإمامة، فحكم بالأمر والنهي والطاعة لمن كان كذلك منهم حكماً، وعزم لهم به دون غيرهم عزماً، فجعلهم خلفاء الأرض الهادين، القائمين بقسط رب العالمين، وأمناءه على جميع عباده المؤمنين.
(١) ساقط من (أ، ب).
(٢) في هامش (أ، د): لا يناصى أي: لا ينازع. وفي المعجم الوسيط: يقال: فلان يناصي فلاناً: ينازعه ويباريه.