[أصناف المسلمين]
  وله أيضاً #:
كتاب المنزلة بين المنزلتين
  
[شهادة جميع الأمة لنا بحقية ما نحن عليه]
  قال الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين ~: إن سأل سائل فقال: من أين زعمتم أن الحق في أيديكم دون غيركم، وجميع من خالفكم يدعي مثل ما ادعيتم؟
  قلنا له: إن أقرب الأشياء عندنا الذي قد علمنا به أنا على الحق، ومن خالفنا على الباطل - أن جميع فرق الأمة بجملة قولنا مصدقون، ونحن لهم فيما انفردت به كل طائفة منهم مكذبون، وهم فيما ندين الله به من أصول التوحيد والعدل وإثبات الوعد والوعيد، والقول بالمنزلة بين المنزلتين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مصدقون.
[أصناف المسلمين]
  وجميع أهل الصلاة عندنا خمسة أصناف: الشيعة، والمرجئة، والخوارج، والمعتزلة، والعامة، فقد شهدت لنا هذه الفرق كلها في أصل شهادتها بما نقول، ثم نقض ذلك بعضهم، فأقمنا على أصل ما شهدوا لنا به، ولم ننقض ذلك كما نقضه بعضهم.
[شهادتهم لنا في التوحيد]
  وذلك أنهم شهدوا أن الله واحد ليس كمثله شيء، ثم نقضت ذلك المشبهة بقول من قال منهم: إنه على صورة آدم، وبقول من قال: إنه جسم محدود، وبأقاويل لهم كثيرة كلها تنقض قولهم: «واحد ليس كمثله شيء» لوصفهم له بالأجزاء والأعضاء والحدود، والزوال والانتقال، تعالى الله عما قالوا علواً كبيراً؛ فعلمنا أن الذي ليس كمثله شيء لا يكون على صورة شيء، ولا يكون جسماً