مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

باب ذكر التوحيد

صفحة 179 - الجزء 1

  عليه من سنة رسول الله ÷، فإن قبل ذلك كان له ما لنا وعليه ما علينا، وإن أبى إلا المخالفة للحق، والمعاندة للصواب كان الله حسيبه⁣(⁣١) وولي أمره، والحاكم بيننا وبينه، وهو خير الحاكمين، وقد ذكرنا من كتاب الله ø تحقيق ما قلنا وتصديق ما وصفنا.

باب ذكر التوحيد

  إن الله تبارك وتعالى ذكر التوحيد في كتابه فقال: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١ اللَّهُ الصَّمَدُ ٢ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ٣ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ٤}⁣[الإخلاص]، فأخبر [سبحانه⁣(⁣٢)] أنه الواحد الأحد الذي ليس بوالد ولا ولد، وأنه ليس له كفء ولا شبيه في وجه من الوجوه [أحد من خلقه⁣(⁣٣)]، وقال: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ٦٥}⁣[مريم]، يقول: كفواً أو نظيراً، وقال: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ١١}⁣[الشورى]، وقال: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ١٠٣}⁣[الأنعام]، ولم يقل: في الدنيا دون الآخرة، فنفى عن نفسه درك الأبصار في كل وقت من أوقات الدنيا والآخرة، كما نفى عن نفسه السِّنَة والنوم في الدنيا والآخرة [على كل وجه من الوجوه⁣(⁣٤)] فقال: {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ}⁣[البقرة: ٢٥٥]، كما نفى عن نفسه الظلم في الدنيا والآخرة فقال: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ٤٤}⁣[يونس]، وكما نفى عن نفسه أن يكون له شبيه في الدنيا والآخرة [على كل وجه من الوجوه⁣(⁣٥)] بقوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}⁣[الشورى: ١١]، وقال: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي


(١) في (ب، هـ): حسبه.

(٢) ساقط من (ب، هـ).

(٣) زيادة من (هـ).

(٤) زيادة من (ب).

(٥) ساقط من (ب).