باب ذكر الأعمال الصالحة
  فبهذه الآيات ونحوها علمنا أن اسم الإيمان فاضل شريف حسن، وأن من سماه الله مؤمناً مسلماً فقد مدحه الله مدحاً شريفاً، وأثنى عليه ثناء جميلاً، وسماه بالفاضل من الأسماء التي جعلها الله أسماء لدينه، وصفاتاً لأوليائه، وأن من استحق هذا الاسم عند الله فهو ولي لله من أهل الجنة، وأن هذه الأسماء الحسنة الشريفة لا يستحقها الفجرة الفسقة العتاة الظلمة أصحاب الزنا، وشرب الخمور، وشهادات الزور، وقذف المحصنات وترك الصلوات وقطع الطرق على الحجاج وهدم المساجد وتحريق المصاحف، وهدم الكعبة وانتهاك حرم المسلمين، وفعل قوم لوط، ونحو ذلك من الأفعال الشنيعة القبيحة الفظيعة.
باب ذكر الأعمال الصالحة
  وذكر الله الأعمال الصالحة وأخبر أنها من الإيمان والإسلام والدين فقال: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}[البينة: ٥]، ثم قال سبحانه: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}[آل عمران: ١٩]، فسمى دينه الإسلام، ثم قال: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ٨٥}[آل عمران]، فجعل الإسلام الدين، وقال: {فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ٣٥ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ٣٦}[الذاريات]، وهم أهل بيت واحد، فوصفهم مؤمنين، ثم سماهم المسلمين، ثم قال: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ١٧}[الحجرات]، فسمى الإسلام إيماناً، فلما سمى الله ø الصلاة والزكاة الدين، وسمى الدين إسلاماً، وسمى الإسلام إيماناً علمنا أن الصلاة والزكاة من الإيمان والإسلام والدين.
  فبهذه الآيات ونحوها علمنا أن الأعمال الصالحة من الإيمان والإسلام