[الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]
  دار عمل وبلوى، ولقوله: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ٢٩ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ٣٠}[النساء]، وبمثل آية الفار(١) من الزحف، وبمثل آية القاتل، وبمثل آية آكل أموال اليتامى ظلماً؛ فبهذه الآيات علمنا أن الله يعذب أهل الكبائر بالنار ثم يخلدهم فيها أبد الأبد.
[الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]
  وندين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن نصرة المظلوم والأخذ على يد الظالم فرض لازم وحق واجب؛ لأن في ترك الأمر بالمعروف للحق إماتة، [وفي ترك النهي عن المنكر للباطل حياة(٢)]، ولذلك أوجبه الله على عباده، وفرضه عليهم فرضاً بكل ما أمكنهم، ولذلك(٣) قال رب العالمين: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ٢}[المائدة]، وقال: {فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ}[الحجرات: ٩]، وقال: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}[التوبة: ٧١]، مع آيات كثيرة تدل على ما قلنا، وتصحح ما شرحنا.
[إمامة أمير المؤمنين علي #]
  وندين بأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ~ [كان(٤)] خير هذه الأمة بعد نبيها #؛ لطاعته لربه وبذله لمهجته واستغراقه لقوته في طاعة الله وطاعة رسوله #، وقرب قرابته من رسول الرحمن، وعلمه بما أنزل الله من القرآن، وزهده في هذه الدنيا، ولأقوال رسول الله ÷ المشهورة المعلومة فيه يوم
(١) في (د): الفرار.
(٢) بدلها في (د): وفي النهي عن المنكر للباطل إماتة.
(٣) في (ب، د، هـ): كذلك.
(٤) زيادة من (ب، هـ).