مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

مسألة في العلم والقدرة والإرادة والمشيئة

صفحة 228 - الجزء 1

  سيرة نبينا.

  الله ربنا، ومحمد نبينا، والقرآن إمامنا، والإسلام ديننا، والموت غايتنا، والحشر يجمعنا، والموقف موعدنا، وحكم الله يفصل بيننا، فمن أقر بما أقررنا به وجبت ولايته⁣(⁣١) ومؤاخاته، ومن أبى إلى المخالفة للحق والمعاندة للصدق كان الله حسيبه وولي أمره، والحاكم بيننا وبينه وهو خير الحاكمين.

  تمت الأصول والحمد لله، وصلواته على سيدنا محمد وآله وسلم

مسألة في العلم والقدرة والإرادة والمشيئة

  

  قال يحيى بن الحسين ~: سألت أكرمك الله، عما يقال لمن سأل عن علم الله وقدرته وإرادته ومشيئته فقال: هل بينها في المعنى اختلاف أم معناها⁣(⁣٢) مجتمع على الائتلاف؟

  واعلم هداك الله أن ليس بين ذلك شيء من الاتفاق، بل هما على غاية ما يكون من الافتراق.

  والحجة في ذلك أن علم الله وقدرته صفتان قديمتان أزليتان دائمتان، وليس قولنا: «صفتان قديمتان» أن مع الله صفة يوصف [بها⁣(⁣٣)]، ولا [نقول⁣(⁣٤)] أن ثم صفة ولا موصوفاً⁣(⁣٥)، ولا أن ثم شيئاً سوى الله عند ذوي العقول مجهولاً ولا معروفاً، وإنما نريد بقولنا: «صفتان» أنهما غير محدثتين ولا مكونتين، وأنهما الذات والذات هما، فهو سبحانه العالم بنفسه، القادر بنفسه، [فتعالى من ليس


(١) في (ب): موالاته.

(٢) في (أ، د): هل بينهما .... أم معناهما. بالتثنية. وما أثبتناه من (هـ).

(٣) ساقط من (ج).

(٤) زيادة من (ج).

(٥) في (ج): صفة وموصوفاً.