[الرد على من قال: إن لله ø عرشا في السماء محيطا به]
  مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ٤١}[فاطر]، يخبر ø أنه يمسك السماء بعظمها في الهواء، ويمسك السموات السبع أيضاً، وكل سماء منهن أعظم وأوسع مما دونها، وكذلك الأرضون السبع كل أرض أوسع مما فوقها؛ لأن السماء العليا مشتملة على السماء السفلى، وكذلك الأرضون والسموات السبع معلقات في الهواء لا يرفدهن شيء ولا يمسكهن إلا الله ø، [وكذلك الأرضون فكل ذلك في الهواء لا يمسكه إلا الله ø(١)]، وليس من وراء هذا شيء يمسك الله هو أصغر وأحقر وأضعف والله فأوسع منه وأعظم.
  والدليل على أن الله أوسع من السموات والأرض قوله: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ}[البقرة: ٢٥٥]، فأخبر أن السموات والأرض داخلتان في كرسيه، يريد سبحانه أنهما داخلتان في قبضته، وأنهما أصغر صغير وأحقر حقير عنده؛ إذ كان الممسك لهما في الهواء، ولولا إمساك الله لهما لسقطت السموات والأرض، وما إمساك الله للسماء في مستقرها بعظمها وجسمها ورحبها إلا كإمساك الطير في جو السماء، لا فرق بينهما عند الله ø إلا بزيادة الخلق وسعة السماء، والسماءُ والطيرُ في ضعفهما وصغرهما ودناتهما سواء سواء، وكلاهما فقد صار إلى الهواء، وقد قال الله سبحانه فيهما: {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ}[الحج: ٦٥]، وقال في الطير: {أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ}[النحل: ٧٩]، فصير الطير بضعفه وصغره كالسماء بعظمها وجسمها لا يمسكهما غيره.
[الرد على من قال: إن لله ø عرشاً في السماء محيطاً به]
  فمن قال: [إن(٢)] لله ø عرشاً في السماء محيطاً به فقد زعم أن العرش أوسع منه وأعظم وأقوى وأجسم، فزعم أن العرش هو المحيط بالأشياء ليس(٣)
(١) ما بين المعقوفين ساقط من (ب).
(٢) ساقط من (ب، هـ).
(٣) في (ب، د): وليس.