مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

عبادته:

صفحة 25 - الجزء 1

  قد تعين علينا فرض جهاد هذا الكافر، قال أصحابه: لا قدرة لنا عليهم وهم عدد كثير؛ فقال #: وما يجزعكم من عدوكم وأنتم ألفا رجل، فقالوا: إنما نحن ألف واحد، فقال: أنتم ألف، وأنا أقوم مقام ألف وأكفي كفايتهم.

  وكان يضرب ضرب جده علي بن أبي طالب À، ضَرَب بنجران على باب ميناس رجلاً فجذب السيف من بين رجليه، فلما نظر إليه ابن حميد، قال: استُرُوا ضربة هذا العلوي فوالله لئن رآها الناس لا تناصروا.

  وطعن رجلاً فأمرقه وشاله بالرمح فتثنى قصب الرمح وانكسر، وطعن رجلاً على باب الهجر بنجران فرمى به وبفرسه في أراكة، وكان في ملاحم كثيرة يضرب بسيفه حتى يغرى بيده فلا ينفك إلا بالماء السخن، فقال:

  غريت أنامل راحتي بصفيحتي ... لله در خبعثن أغراها

  وكان شعاره في الحرب: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ٤٠}⁣[الحج]، وكان يقاتل على فرس يقال له أبو الحماحم كان لا يقوى على حمله في الحرب غيره لا لسمن كان فيه ولكن لقوته وشدته.

  وكان إذا ركبه علم أعداؤه أنه يريد مباشرة القتال بنفسه في يومه، فإذا ركب غيره اطمأنت نفوسهم بأنه لا يقاتل بنفسه في ذلك اليوم.

  وبرز له رجل ذات يوم في بعض حروبه فرفع الرجل يده بالسيف ليضربه فأهوى بيده فقبض بها على يد الرجل على مقبض السيف فهشم أصابعه.

عبادته:

  روى سليم الذي كان يتولى خدمته: أنه تبعه في بعض الليالي، وكان يسير مع الإمام إلى الموضع الذي يبيت فيه ثم ينصرف، وفي تلك الليلة رأى أن يبيت على الباب - ولم يعلم به الإمام - لينظر ما يصنع، قال: فسهر الليل أجمع ركوعاً وسجوداً، وكنت أسمع وقع دموعه، ونشيجاً في حلقه #.

  ودخل ذات يوم - وقد كان جلس للناس - يريد النوم، قال الراوي: فرجعت