[الجواب]
  اللَّهُ} هو: تكلم علينا وقال ما قلنا، وليس ذلك كذلك، بل هو على ما شرحناه أولاً.
  ومعنى: {أَنْطَقَنَا اللَّهُ} أي: جعل فينا استطاعة ننطق بها، وأذن لنا بالنطق فنطقنا وشهدنا حينئذ بما علمنا، ولو كان الله الذي فعل الكلام بعينه وولي قوله بنفسه دون غيره لقالت جلودهم: نطق الله علينا فيكم، وشهد هو لا نحن عليكم، وتكلم علينا بما علم منكم، تعالى الله عما يقول المبطلون ويضيف إليه الملحدون.
  وليس إنطاقه إياها في الآخرة إلا كإنطاقه للألسنة في الدنيا والآخرة، وليس إنطاقه للألسنة إلا كإسماعه السمع، فلما جعل في السمع استطاعة على أن يسمع سمع، وكذلك العين واليد والرجل، والعين الله خلقها، والنظر إلى الأشياء فعل العبد، واليد الله خلقها والإنسان يبطش بها، والرجل فالله خلقها والإنسان بها مشى.
  فمن الله سبحانه خَلْقُ الأدوات وإيجاد الآلات في الأبدان، وما تفرع منها فمن أفعال الإنسان وذلك ولله الحمد والمن فبين الشأن لمن عرف الله على حقيقة العرفان.
  تم جواب مسألته.
[المسألة السابعة: من خلق الحركات؟]
  ثم أتبع ذلك المسألة عن الحركات، فقال: من خلقها؟
  فإن قالوا: الله خلقها، كان ذلك نقضاً لقولهم، وذلك أن كل عمل من خير أو شر، طاعة أو معصية إنما يكون بالحركات.
  فإن قالوا: إن الله لم يخلقها فقد أشركوا بالله، وذلك ابتلاء عمل؛ لأنه لا يتم خلق الإنسان إلا بالحركة. تمت مسألته.
[الجواب]
  و [أما ما](١) سأل عنه فقال: من خلق الحركات اللواتي تكون من الخلق في الحالات؟
  فنقول: سبحان الله الرحيم العدل الجواد، البريء من أفعال العباد، المقدس(٢)
(١) ما بين المعقوفين ساقط من (ب، ج، هـ).
(٢) في (ب، ج، هـ): المتقدس.