مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

[الجواب]

صفحة 416 - الجزء 1

[المسألة السابعة عشرة: معنى قوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ} ومعنى الإذن فيها]

  ثم أتبع ذلك الحسن بن محمد المسألة عن قول الله ø: {وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ}⁣[آل عمران: ١٦٦]، فقال: خبرونا عن الإذن وإنكاركم أن يكون الله أذن في المعاصي. فقل: الإذن من الله على وجهين: فإِذْنٌ إِذْنٌ فيه أمْرٌ يأمُرُ به، وإذنٌ إِذْنٌ فيه إرادةٌ منه أن يكون لما يشاء من أمره، وما كان من معصية فلا تكون إلا بإذنه، وكذلك أظنه، وذلك إرادة منه.

  فإن قالوا: نعم. فقد أقروا بنفاذ أمره وإرادته. وإن جحدوا وأنكروا فإن الله قد أكذبهم في كتابه فقال للمؤمنين: {وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ} يعني بذلك: ما أصابهم من القتل والهزيمة.

  وإنما كان ذلك تأييداً للكافرين، فقد أذن الله للكافرين أن ينالوهم بما أصابوهم من القتل والجراح والهزيمة.

  فإن زعموا أن إذن الله أمره، فقد زعموا أن⁣(⁣١) الله⁣(⁣٢) أمر بالمعاصي، وأمر المشركين أن يقتلوا المؤمنين، وكل مأمور إذا فعل ما أمر به فهو مطيع وله عليه أجر، والكتاب يكذبهم.

  وإن زعموا أن إذنه⁣(⁣٣) على وجهين: على وجه الأمر، والآخر على وجه الإرادة. فقد أقروا بالحق وفي ذلك نقض لقولهم ورد عليهم، فقد زعموا أن الله يريد أن يكون ما لا يأمر به ولا يرضاه. تمت مسألته.

[الجواب]

  وأما ما قال وعنه بجهالته سأل من قول الله تبارك وتعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ}⁣[آل عمران: ١٦٦]، فقال: إن ذلك عنده من الله إذن


(١) في (ب، ج، هـ): أنه.

(٢) (الله) سقط من (ب).

(٣) في (ب): إرادته.