مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

[الجواب]

صفحة 436 - الجزء 1

[المسألة الثانية والعشرون: عما وعد الله تعالى رسوله والمؤمنين من الغنائم]

  ثم أتبع ذلك الحسن بن محمد المسألة عما وعد الله جل ثناؤه رسوله والمؤمنين من الغنائم الكثيرة التي قال: {تَأْخُذُونَهَا}⁣[الفتح: ٢٠]، هل كانت تلك الغنائم التي وعدهم إياها تكون إلا من الكافرين؟ فإن قالوا: لا. فقل: فهل كان أولئك الكافرون يستطيعون أن يؤمنوا حتى لا تحل غنائمهم ولا دماؤهم ولا أموالهم؟ فإن قالوا: نعم. فقد كذبوا قول الله ø. وإن قالوا: لا. فذلك نقض لقولهم.

  تمت مسألته.

[الجواب]

  وأما ما سأل عنه وفيه تكلم، وقال في الغنائم التي وعدها الله المؤمنين وأخبرهم أنهم يأخذونها من الكافرين، فقال الحسن بن محمد في ذلك: هل كان الكافرون يستطيعون الإيمان وهم لو آمنوا لم تحل غنائمهم؟ وهم لو لم تؤخذ غنائمهم لم يتم⁣(⁣١) وعد الله لنبيه ÷ فلا بد أن يثبتوا على كفرهم جبراً حتى تؤخذ منهم الغنائم قسراً؛ فقولنا في ذلك الحق لا قول المبطل الهالك:

  إن الله سبحانه علم من أهل الغنائم قبل أن يعد نبيه غنائمهم أنهم لا يؤمنون، وأنهم سيثبتون على الكفر ويقاتلون، وأنهم لا يسمعون لله ورسوله ولا يطيعون، فوعده غنائمهم والنصر عليهم - إذ علم أنهم لا يختارون الإيمان ولا يطيعون الرحمن، وأنهم يختارون الإقامة على الضلال والكفران، والمحادة لله ورسوله والعصيان؛ فلذلك وعد المؤمنين غنائمهم وأجاز لهم سبيهم، وأحل مقاتلتهم واسترقاق ذراريهم، وذلك بما جنت أنفسهم عليهم.

  تم جواب مسألته.


(١) في (ب، ج، هـ): بطل.