[الجواب]
  الْأَبْصَارِ ٢}[الحشر]، [فخرجوا جالين ولنعمهم تاركين، وذلك قول أصدق الصادقين](١) {وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ ٣}[الحشر]، والتعذيب فهوالقتل.
  فكان الرعب الذي قذفه الله في قلوبهم هو ما كان من خذلانه لهم حتى عمي عليهم رشدهم وفاسدوا(٢) إخوانهم، ودخل الفزع عند ذلك من النبي والمؤمنين في قلوبهم، وأيقنوا أنه إذا علم بما كان من مظاهرتهم عليه وصاروا من الغدر به إليه أنه لا يتركهم وأنه يقاتلهم على فعلهم حتى يظهر الله ø الحق ويزهق الباطل من الخلق، وهذا معنى إلقاء الله الرعب في قلوب الفاسقين لما أرادوا من هلاك المؤمنين، وكذلك كان فعله بأهل خيبر حتى أخذوا وأسروا وقتلوا وسُبُوا، فهذا قولنا في إلقاء الله الرعب في قلوب الفاسقين، لا ما ذهب إليه من خالف المحقين، وعَنَد من قول الصدق في رب العالمين.
  تم جواب مسألته.
[المسألة السادسة والعشرون: معنى قوله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ}]
  ثم أتبع ذلك المسألة عن الذرء بالإرادة، فقال: خبرونا عن الذرو بالإرادة، فإن الله يقول: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ١٧٩}[الأعراف]، فسلهم: هل يستطيع هؤلاء أن ينقلبوا عما ذرأهم الله له؟ فإن قالوا: نعم. فقد كذبوا، وزعموا أنهم يستطيعون أن يبدلوا خلقهم وإرادة الله فيهم. وإن قالوا: لا. كان نقضاً لقولهم.
  تمت مسألته.
[الجواب]
(١) ما بين المعقوفين سقط من (ب، و).
(٢) وفاسَدُوا [ظ].