[الجواب]
  إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ٩}[الحجرات]، ففي هذا والحمد لله من الدلالة على ما قلنا ما أجزى وكفى.
  تم جواب مسألته.
[المسألة الثامنة والعشرون: معنى قوله تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا}]
  ثم أتبع ذلك الحسن بن محمد المسألة عن قول الله سبحانه: {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ١٩}[المعارج]، فقال: خبرونا عن قول الله: {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ١٩ إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا ٢٠ وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا ٢١} ثم استثنى أيضاً فقال: {إِلَّا الْمُصَلِّينَ ٢٢ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ٢٣}[المعارج]، فيقال لهم: ألا ترون أن الله ø قد صنفهم صنفين، فمنهم من خلقه هلوعاً جزوعاً، ومنهم من لم يخلقه كذلك؛ فأخبرونا هل يستطيع هذا الذي خلقه هلوعاً جزوعاً منوعاً أن يكون على غير ما خلقه الله عليه؟
  فإن قالوا: نعم. فقد زعموا أن الناس يقدرون على أن يبدلوا خلق الله الذي خلقهم عليه. وإن قالوا: لا. كان ذلك نقضاً لقولهم.
  تمت مسألته.
[الجواب]
  وأما ما سأل عنه، وتوهم أنه قد تعلق في شيء منه بحجة له من قول الله: {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ١٩ إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا ٢٠ وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا ٢١ إِلَّا الْمُصَلِّينَ ٢٢ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ٢٣}[المعارج] فقال: إن الله ø قد صنفهم صنفين وخلقهم خلقين، فجعل منهم هلعين [جزعين](١)، وآخرين صابرين، ثم قال: هل يقدر من خلقه الله هلوعاً جزوعاً منوعاً أن يكون محسناً قوياً صبوراً؟
(١) زيادة من (ط).