مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

[الجواب]

صفحة 464 - الجزء 1

  تخليته للشياطين إلا كإذنه للساحرين حين يقول: {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ}⁣[البقرة: ١٠٢]، فإذنه في ذلك تخليته وترك الصرف لهم جبراً عن معصيته والإدخال لهم جبراً في طاعته.

  تم جواب مسألته.

[المسألة الرابعة والثلاثون: هل كان فرعون يستطيع قتل موسى صلوات الله وسلامه عليه]

  ثم أتبع ذلك المسألة عن قول الله سبحانه في موسى وما وعد أمه أن يرده إليها، ويجعله من المرسلين، [فقال]⁣(⁣١): خبرونا عن قول الله سبحانه: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ٧}⁣[القصص]، هل كان فرعون يستطيع أن يقتل موسى حتى لا يرده الله إلى أمه ولا يجعله من المرسلين؟ فإن قالوا: نعم. كذبوا وجحدوا. وإن قالوا: لا. فقد نقض ذلك قولهم.

  تمت مسألته.

[الجواب]

  وأما ما سأل عنه من قول الله ø في موسى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ٧} فقال: هل كان يستطيع فرعون أن يقتل موسى حتى لا يرده الله إلى أمه ولا يجعله من المرسلين؟ فقال: إن الله أخرج فرعون من أكبر المعاصي بعد الشرك به من قتله نبيه إخراجاً، ومنعه من معصيته منعاً، وقسره على الخروج قسراً.

  ولو جاز أن يخرج عدوه من معاصيه قسراً لكان قد أدخله في ضدها من الطاعة جبراً، ولو كان يخرج العاصين من معاصي رب العالمين لكان عباده


(١) ساقط من (ب، هـ).