مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

[أقسام الأخبار]

صفحة 47 - الجزء 1

  إجماع أبداً، وإنما سبيلها الشذوذ والغلط في التأويل، وفي معرفة [مخرج]⁣(⁣١) الخاص من العام، وفي معرفة المحكم من المتشابه.

[أقسام الأخبار]

  فمن هذه الأخبار ما هو في أصله منسوخ، ومنها ما هو في مخرجه عام وفي معناه خاص، ومنها متشابه يحتاج إلى بيان، ومنها ما حفظ أوله ونسي آخره، ومنها ما روي مرسلاً بلا حجة فيه ولا تبيان لمتدبريه، ومنها ما دُلِّس على الرواة في كتبهم، فيا لله كيف حارت العقول، وقَلَّدت الأتباع، وتُقسمت الأهواء، وتفرقت الآراء، ونُبذ القرآن، وغُيرت السنن، وبُدلت الأحكام، وخُولف التوحيد، وعاد الإسلام غريباً، والمؤمن وحيداً خائفاً، والدين خاملاً!

  فتسديدك اللهم وعونك، فإنا لم نُؤْتَ في تفرقنا من قِبَلك، ولا في اختلافنا من قَدَرِك، كذب المدعون ذلك فيك، وهلك المفترون ذلك عليك، ونحن الشهود لك على خلقك، والناصبون لكل من عَنَدَ عن دينك، واتهم قضاءك وجانب هداك، وأحال ذنبه عليك، ونسب جوره إليك، أو قاسك بمقدار، أو شبَّهك بمثال، وقد قطعت العذر بكتابك المنزل، وأكملت دينك على لسان نبيك المرسل محمد ÷.

  أما بعد، فإن الدين لما عفت آثاره، وانطمست أعلامه، واضمحلت أنباؤه، وسدت مطالعه عندما فقد من أنصاره والقائمين بحفظه وحياطته - نطق الكاظمون، وظهر الْمُرْصِدُون، ولله جل ذكره إلى كل رصد من الباطل طلائع من الحق، ومع كل داع إلى الضلال بينات من الهدى، وإلى جنب طريق كل حيرة سبب واضح من الإرشاد، وفي كل شيء حجة قاطعة.

  فأما رسل الله À فقد قاموا بحجج البلاغ، وأدوا وظائف الحقوق،


(١) غير موجودة في (ب).