مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

جواب مسألة النبوة والإمامة

صفحة 502 - الجزء 1

  وله أيضاً #:

جواب مسألة النبوة والإمامة

   والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم تسليما.

  قال أبو القاسم محمد بن الهادي إلى الحق ¥: سألت أبي ~ عن الحجة والدليل على نبوة الأنبياء وإرسال الله لهم تبارك وتعالى، وعن الدليل على إقامة الأوصياء أوصياء الأنبياء، وثبات حجتهم على الأمة، وعن ثبات الإمامة لمن ثبتت له من الأئمة، وبأي سبب ثبتت بها طاعته وعلى البرية وجبت؟

  فقال: سألت يا بني حاطك الله وهداك رشدك [ووفقك]⁣(⁣١)، عن مسألة هلك فيها خلق من المتكلفين، وحار عن فهمها كثير من المتكلمين، فقال من ضل عن الحق وتكمه في ذلك عن طرق⁣(⁣٢) الصدق: إن إمامة الإمام ثبتت بإجماع الناس عليه، وحسن رأيهم فيه، وليس ذلك كذلك، بل ثبتت الإمامة لمن حكم الله له بها، وقلده بحكمه إياها، وكذلك القول في الأنبياء، فالنبي من تنباه الرحمن، وبعثه بالهدى والإحسان إلى جميع الإنسان، فأقام معه الشرائع والبرهان، وكذلك الأوصياء لا تثبت وصاة نبي إلى وصي حتى تثبت له في ذلك حقائق الصدق، ودلائل براهين الحق.

  قلت: وما هذه البراهين والدلالات التي حار فيها كثير من أهل المقالات، وتكلم فيها بالأمور العظيمات المعجبات⁣(⁣٣)؟

  قال: قد سألت فاستقصيت، فافهم ما نقول، وما إليه قولنا يؤول، ثم اعلم أنه لا تثبت نبوءة نبي في قلوب العالمين، ولا يستدل عليها أحد من التابعين، ولا


(١) زيادة من (ب، هـ).

(٢) في (أ، ب، هـ) (طريق).

(٣) في (ب، هـ): المعجزات.