[الرد على الإمامية الغوية]
  فقلدوا الحكم بها كبراءهم في كل الحالات، وطلبوا إثباتها من أبواب الروايات؛ جهلاً بما عظم الله من قدرها، وتصغيراً لما كبَّر الله من أمرها، فتكمهوا بذلك في ظلم العمايات، وغرقوا في بحور الجهالات، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ٢٢٧}[الشعراء]، فلا يبعد الله إلا من ظلم وأساء وغشم، وحسبي الله فنعم المولى ونعم النصير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم(١).
[الرد على الإمامية الغوية]
  فأما ما تقول الإمامية، الضالة الهالكة العمية، وتجتري به على الله الواحد الجليل، فيما تذكر وتصف من العَلَم والدليل - فقول لا يلتفت إليه عاقل، ولا يشك في بطلانه إلا عمٍ أحمق جاهل، وذلك أنها زعمت وقالت فيما [به](٢) تكلمت وذكرت: أن العَلَم والدليل في إمامها خلاف ما كان في نبي من أنبياء الأمم، وأنه يأتي بما لم يأت به الأنبياء، من بدع محالات في كل الأشياء، ومن قال بمحال فليس يثبت له قول في حال من الحال، فزعمت أنه يختم بخاتمه(٣) في
(١) في (ب، هـ): القدير.
(٢) (به) سقط من (ب، هـ).
(٣) في كتاب إعلام الورى بأعلام الهدى للطبرسي: عن عبدالكريم بن عمرو الخثعمي، عن حبابة الوالبية قالت: رأيت أمير المؤمنين # في شرطة الخميس، ثم ساقت الحديث إلى أن قالت: فلم أزل أقفو أثره حتى قعد في رحبة المسجد، فقلت له: يا أمير المؤمنين ما دلالة الإمامة رحمك الله؟ قالت: فقال: ائتيني بتلك الحصاة، وأشار بيده إلى حصاة، فأتيته بها؛ فطبع لي فيها بخاتمه ثم قال لي: يا حبابة، إذا ادعى مدع الإمامة فقدر أن يطبع كما رأيت فاعلمي أنه إمام مفترض الطاعة، والإمام لا يعزب عنه شيء يريده، قالت: ثم انصرفت، حتى قبض أمير المؤمنين # فجئت إلى الحسن وهو في مجلس أمير المؤمنين والناس يسألونه فقال لي: يا حبابة الوالبية، فقلت: نعم يا مولاي، قال: هاتي ما معك، قالت: فأعطيته الحصاة، فطبع لي فيها كما طبع أمير المؤمنين #، قالت: ثم أتيت الحسين # وهو في مسجد الرسول فقرب ورحب ثم قال لي: أتريدين دلالة الإمامة؟ فقلت: نعم يا سيدي ... إلخ. ومثله في كتاب مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب، وكذلك في كتاب الكافي للكليني.
وفيه أيضاً [أي في كتاب أعلام الورى] بعد ذكر السند: حدثنا داود بن القاسم الجعفري أبو هاشم، =