مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

[حال النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله قبل البعثة]

صفحة 537 - الجزء 1

  الرفع والوضع والنحت، فالله خلق الحجر الذي عملوه صنماً، ولم يخلق الفعل الذي كان منهم في نحت الحجر.

[حال النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله قبل البعثة]

  وسألته ~ عن محمد ÷ ما كان عمله قبل أن يتنبأ وهل كان على شريعة عيسى صلى الله عليه أم لا؟

  فقال: سألت عن أمر محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ وَسَلَّمَ وإنما كان على ما كان عليه الأنبياء من قبله منذ خلق الله آدم إلى أن بعث الله محمداً ÷ من الإقرار بالله والتوحيد له، والتعظيم والإجلال، والمعرفة به وبعدله، وأنه ليس كمثله شيء، وأنه خالق كل شيء سبحانه وتعالى، وكان مقراً بالأنبياء كلهم غير جاحد لنبوتهم.

  وكان ÷ ينظر ما يأتي به أهل الكتاب من عظيم محالهم وقبيح فعالهم، الذي ذكره الله سبحانه عنهم وذمهم عليه، فكان ينكر فعلهم، ويذم جرأتهم على ربهم، ولم يكن ÷ يقرأ التوراة ولا الإنجيل، ولا يحسن ترجمتهما، وكان يعيب أفعال الذي يقرأونهما لما يأتون به من الأمر الذي لا يرضاه الله ويستنكره عقله ÷، ولم يكن معهم في⁣(⁣١) شريعتهم، وكان في أصل المعرفة بالله كمعرفة عيسى # مقراً عالماً بأن كل ما جاء به موسى وعيسى حق صلى الله عليهم جميعاً.

[تفسير لا حول ولا قوة إلا بالله]

  وسألته عن تفسير: «لا حول ولا قوة إلا بالله»؟

  فهو لا حول ولا محال ولا إدبار ولا إقبال إلا بالله، ومعنى «إلا بالله» فهو: إلا بتمكين عباده، وذلك الحول بما جعل فيهم من الاستطاعة، ولا مقدرة على شيء من الأشياء إلا بما جعل الله من ذلك في تلك الأعضاء، وأعطى خلقه في كل ذلك من الأدوات والأشياء، التي تكون فيهم بها القوة والحول، وينالون بوجودها ما يحبون من فعل وطول.


(١) في (ب، هـ) (على).