[تفسير العرش والكرسي]
[تفسير العرش والكرسي]
  وسألته عن تفسير العرش والكرسي؟
  فقال: معناهما واحد، وهو الملك الذي على كل شيء ملكه واقتهاره، ألا تسمع كيف يقول سبحانه: إن كل شيء من الأشياء من الأرض والسماء في عرشه وكرسيه فقال: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ٢٥٥}[البقرة]، فأخبر أنَّ الكرسي الذي هو العرش واسع على السموات والأرض، وإذ قد وسعهما بشهادة الله سبحانه فقد دخلتا فيه وحازهما وأحاط بهما، وإذا كان ذلك بقول الله سبحانه فهما فيه لا هو فيهما، وهو المحيط بهما لا هما المحيطتان به، وإذ قد كان ذلك كذلك، فقد بطل ما يقول الملحدون، وزال ما يصف المشبهون، وثبت ما يقول الموحدون، من أن العرش هو الملك والإحاطة من الله سبحانه، ونفاذ الإرادة، ومضي المشيئة في السموات والأرض وما فيهن، وأن ملكه المحيط بهن وعليهن، والمحيط بهن فهو كرسيه وعرشه.
[الرجل يكتفي باليسير ولا يطلب العلم]
  وسألته عن الرجل يقول: قد فهمت وعرفت ما افترض الله علي فأنا أكتفي باليسير ولا أتعب نفسي بتعلم الكثير، وانا أقوم بحلال الله وحرامه، فهذا يجزيني عن طلب غيره من العلم؟
  الجواب في ذلك: أن الله ø لم يغفر لأحد بالجهل، فالواجب عليه أن يكون عمره كله في طلب الخروج من الجهل إلى العلم، وفي ذلك ما يقول رسول الله ÷: «اُغدُ عالماً أو متعلماً ولا تكن الآخر فتهلك» يعني: الممسك عن طلب العلم.