كتاب تفسير معاني السنة والرد على من زعم أنها من رسول الله ÷
كتاب تفسير معاني السنة(١) والرد على من زعم أنها من رسول الله ÷
  
  الحمد لله علام الغيوب، البري من كل نصب ولغوب، الواحد العلي القدوس الأزلي، الذي رفع السماء فبناها، وسطح الأرض فطحاها، خالق المخلوقين، ورب المربوبين، وباعث الموتى، ومبتدئ الأحياء، العالم بخفيات سرائر الغيوب، المطلع على غوامض سرائر القلوب، المتعالي عن القضاء بالفساد المتقدس عن اتخاذ الصواحب والأولاد، الآمر لعباده بالرشاد، الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، الواحد الأحد العليم الخبير.
  أحمده على ما منّ به فينا، وتفضل به سبحانه علينا من ولادة النبيئين، ووراثة علم المرسلين، ونشكره على ما خصنا به وجعلنا بفضله من أهل القيام بحجته، والدعاء لخلقه إلى ما افترضه عليهم، وأوجبه إيجاباً مؤكداً فيهم، من الأمر بأمره، والنهي عن نهيه، والحكم بكتابه، والاتباع لدينه، والمجاهدة لمن جاهده والمعاضدة لمن نصره، والمعاداة لأعدائه، والموالاة لأوليائه، [والقيام بأكبر فروضه(٢) قدراً، وأعظمها لديه خطراً، وهو الجهاد في سبيله](٣)، والمباينة لمن عَنَد عن دينه، وفي ذلك ما يقول ﷻ عن أن يحويه قول أو يناله: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ
(١) يعني: من زعم أن رسول الله ÷ قالها من قِبَلِ نفسه بغير وحي من الله ø ولا أمر منه. هامش (أ، د).
(٢) في (ب): بفروضه.
(٣) ما بين المعقوفين سقط من (هـ).