[نبوة نبينا محمد ÷]
  الضر، والحسن من القبيح، والفاسد من الصحيح، والكذب من الصدق، والباطل من الحق، أرسل إلينا الرسل، وأنزل علينا الكتب، وبين لنا الحلال والحرام، والحدود والأحكام، فلما وصلت دعوته إلينا، وقامت حجته علينا، أمرنا ونهانا، وأنذرنا وحذرنا، ووعدنا وأوعدنا، فجعل لأهل طاعته الثواب، وعلى أهل معصيته العقاب، جزاء وافق أعمالهم، ونكالاً بسوء فعالهم، {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ٤٦}[فصلت]).
  وتصديق ذلك في كتاب الله ø، حيث يقول: {وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ}[الأعراف: ٤٣]، وقال النبي صلى الله عليه وعلى أهل بيته: «صنفان من أمتي لا تنالهم شفاعتي، قد لعنوا على لسان سبعين نبياً: القدرية والمرجئة، قيل: وما القدرية يا رسول الله؟ وما المرجئة؟ فقال: أما القدرية فهم الذين يعملون المعاصي ويقولون: إنها من الله قضى بها وقدرها علينا، وأما المرجئة فهم الذين يقولون: الإيمان قول بلا عمل»، ثم قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: «القدرية مجوس هذه الأمة».
[الوعد والوعيد]
  ثم يجب عليه أن يعلم أن وعده ووعيده حق، من أطاعه أدخله الجنة، ومن عصاه أدخله النار أبد الأبد، لا ما يقول الجاهلون من خروج المعذبين من العذاب المهين إلى دار المتقين، ومحل المؤمنين، وفي ذلك ما يقول رب العالمين: {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}[النساء: ١٦٩، الأحزاب: ٦٥، الجن: ٢٣]، ويقول: {وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا}[المائدة: ٣٧]، ففي كل ذلك يخبر أنه من دخل النار فهو مقيم فيها غير خارج منها، فنعوذ بالله من الجهل والعمى، ونسأله العون والهدى، فإنه ولي كل النعماء، ودافع كل الأسواء.
[نبوة نبينا محمد ÷]
  ثم يجب عليه أن يعلم أن محمداً بن عبدالله بن عبدالمطلب - عبد الله ورسوله، وخيرته من خلقه، وصفوته من جميع بريته، خاتم النبيين لا نبي بعده،