[منهج آل رسول الله الذين أمرنا باتباعهم]
[منهج آل رسول الله الذين أمرنا باتباعهم]
  ثم اعلم من بعد كل علم ومن قبله، وعند استعمالك لعقلك في فهمه أن الذين أمرنا باتباعهم من آل رسول الله، وحضضنا على التعلم منهم وذكرنا ما ذكرنا من أمر الله برد الأمور إليهم هم الذين احتذوا بكتاب الله من آل رسول الله، واقتدوا بسنة رسول الله، الذين اقتبسوا علمهم من علم آبائهم وأجدادهم، جداً عن جد، وأباً عن أب، حتى انتهوا إلى مدينة العلم، وحصن الحلم، الصادق المصدق، الأمين الموفق، الطاهر المطهر، المطاع عند الله المقدر، محمد ÷.
  فمن كان علمه من آل رسول الله على ما ذكرنا منقولاً إلى آبائه مقتبساً من أجداده لم يزغ عنهم، ولم يقصد إلى غيرهم، ولم يتعلم من سواهم - فعلمه ثابت صحيح، لا يدخله فساد ولا زيغ، ولا يحول أبداً عن الهدى والرشاد، ولا يدخله اختلاف، ولا يفارق(١) الصحة والائتلاف.
  فإن قلت أيها السائل: قد نجد(٢) علماء كثيراً منهم - ممن ينسب إليه(٣) علمهم - مختلفين في بعض أقاويلهم، مفترقين في بعض مذاهبهم، فكيف العمل في افتراقهم؟ وإلى من يلجأ منهم؟ وكيف نعمل باختلافهم(٤) وقد حضضتنا عليهم، وأعلمتنا أن كل خير لديهم، وأن الفرقة التي وقعت بين الأمة هي من أجل مفارقة الأئمة من آل رسول الله ÷؟
  قلنا لك: قد تقدم بعض ما ذكرنا لك في أول هذا الكلام، ونحن نشرح لك ذلك بأتم التمام؛ إن اختلاف آل الرسول ÷ - أيها السائل عن أخبارهم - لم يقع ولا يقع أبداً إلا من وجهين:
(١) في (ب، هـ): تفارقه.
(٢) في (أ، د): تجد.
(٣) أي: إلى مدينة العلم. هامش (ج).
(٤) في (ب، هـ): في اختلافهم.